فى معاشه، فيجعله رفيقا له.. والسندس: الرقيق من الديباج.. والإستبرق:
الخشن الغليظ من الديباج.
قوله تعالى:
«وَاتْلُ ما أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتابِ رَبِّكَ لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً» .
هذه الآية معطوفة على قوله تعالى:«فَلا تُمارِ فِيهِمْ إِلَّا مِراءً ظاهِراً وَلا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَداً ... الآية» وما بين الآيتين، وهو قوله تعالى:
«وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِما لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ ما لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً» .. هذا الفصل بين الآيتين، لا يقطع الصلة بينهما، إذ كان ما فصل به بينهما هو أشبه بالتعقيب على الآية السابقة على هذا الفاصل، إذ قد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن أن يمارى فى أخبار القوم إلا مراء عابرا، لا يقف طويلا عنده، ولا يستفتى فى شأن أصحاب الكهف أحدا ممن يظنّ عندهم علم منه.. وكذلك مما يدخل فى النهى عن المراء هذا الخبر الذي جاء به القرآن عن مدة لبثهم فى الكهف، وهو ثلاث مائة سنين وتسع سنوات، فهذا الخبر الذي أخبر به الله سبحانه وتعالى عن مدة لبثهم فى الكهف- سوف يمارى فيه الممارون ويطعنون فى صدقه وإذن فقد كان على النبىّ ألا يقف لهذه المماراة، بل يلقاها فى غير اكتراث، وليقل لنفسه، وللمؤمنين، وغير المؤمنين:«اللَّهُ أَعْلَمُ بِما لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ» فعلمه سبحانه هو العلم الحق، وما سواه فظنون وأوهام.. وقد قال الله سبحانه قولة الحقّ «فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ، وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ» .
- ثم كان قوله تعالى:«وَاتْلُ ما أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتابِ رَبِّكَ.. الآية»