كما نجد المناسبة أيضا: بين قوله تعالى: فى آخر سورة الكهف: «قُلْ لَوْ كانَ الْبَحْرُ مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِماتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنا بِمِثْلِهِ مَدَداً» وبين قوله تعالى فى مطلع سورة مريم: «وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ مَرْيَمَ ... »
إلى قوله تعالى:«ذلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ» .. فعيسى عليه السلام، ليس إلا كلمة من كلمات الله التي لا تنفد.. كما يقول سبحانه:
بهذه الأحرف الخمسة تبدأ السورة، وهى تكاد تكون فريدة فى هذا البدء، بذلك العدد الكثير من الحروف، لا يشاركها فى هذا إلا سورة الشورى، فقد بدأت مثلها بخمسة أحرف مرتبة على هذا النحو:«حم عسق» .. وقد انفردت كل منهما بأربعة أحرف، واشتركتا معا فى حرف واحد هو العين.
ولا نستطيع أن نعل لهذه الكثرة من الحروف، فذلك وجه من وجوه إعجاز القرآن الذي لا يزال سرا محجبا لم ينكشف لنا. وإن يكن قد انكشف للراسخين فى العلم، فجعلوه سرا، لم يؤذن لهم البوح به! قوله تعالى: