للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من آيات ناطقة بقدرة الله، شاهدة على علمه وحكمته.. ببنائها القائم، وبما تتزين به من كواكب ونجوم.. ولكن هؤلاء الضالين، المشركين، فى غفلة عن تلك الآيات الباهرة، لا يلقون إليها نظرا، ولا يديرون نحوها عقلا..

وفى إضافة الآيات إلى السماء، إشارة إلى عظمة هذا العالم العلوي، وأن السماء كون عظيم، وأن كل ما لاح فى هذا الكون، هو آية من آيات هذا الكون العظيم..

وفيما كشف العلم عنه من هذا العالم العلوىّ، ما يبهر العقول، ويعجز الخيال.. وهو إلى جانب ما لم ينكشف أشبه بذرة من عالم الرمال، أو قطرة من عالم الماء فأين العقول التي تنظر؟ وأين البصائر التي تستبصر؟

قوله تعالى:

«وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ» .

هو عرض لبعض مظاهر قدرة الله، التي أشارت الآيات السابقة إلى بعض منها.. ومن مظاهر القدرة الإلهية خلق الليل والنهار، والشمس والقمر، وإجراء كل منها فى فلك خاص به، ومدار لا يتعداه..

وفى التعبير عن حركة الليل والنهار، بالخلق، إشارة إلى ما لهما من وجود ذاتىّ غير عارض، وأن وجودهما مقصود لذاته، حيث يأخذان من الوجود ويعطيان، شأنهما فى هذا شأن الإنسان المكلّف، المطلوب منه رسالة يؤديها فى الحياة..

وشأنهما كذلك شأن الشمس والقمر، فهما أي الليل والنهار، وإن كانا مظهرا من مظاهر حركة الأرض حول نفسها، إلا أنهما صاحبا سلطان على كل ما يقع

<<  <  ج: ص:  >  >>