من أعضاء الجسد أو جارحة من جوارحه، فإنه من حيث مكانه فى الجسد، ووظيفته العضوية فيه- يعدّ مركز الحياة فى الكائن الحىّ، تتأثر به كل خلية من خلايا الجسد، كما أنه يتأثر بكل خلية فى الجسد.. ومن هنا صحّ أن يضاف إليه كلّ ما للجوارح من آثار، وما لكل عضو من قوى حسّية أو معنوية.
فالعين وما فيها من قوى الإبصار، هى من جنود القلب.. إذ هى غصن من أغصان الشجرة التي يقوم على تغذيتها، وإمدادها بالحياة.. وكذلك الشأن فى الأذن، واليد، واللسان.. وكذلك الحال فى «المخ» الذي قيل إنه هو موطن الشعور والإدراك!! إن الإنسان، هو فى الواقع هذا القلب، لا من حيث هو تلك النطفة الصنوبرية من اللحم والدّم.. ولكن من حيث هو مستودع هذه الحياة المتدفقة منه، وهى الدّم الذي يسرى فى العروق والشرايين، والذي يملأ الكيان الجسدى كلّه مع كل خفقة من خفقاته، قبضا وانبساطا..
هو ردّ على هؤلاء المشركين الضالين الذين عموا عن الحقّ، وضلوا عن سواء السبيل، ثم هم مع- هذا الموقف المكابر المتحدّى- يستعجلون العذاب الذي أنذروا به إنهم أعرضوا عن الإيمان بالله، وكذبوا بما جاءهم به رسول الله، كما فى قوله تعالى:«فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صاعِقَةً مِثْلَ صاعِقَةِ عادٍ وَثَمُودَ»(١٣: فصلت) .. وفى هذا الرد إنكار عليهم، وتسفيه لهم، إذ