للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد تحرّج كثير من المفسرين أن يقبلوا هذا المثل لنور الله، ولهذا كان منهم تلك التأويلات التي تجعل النور لقلب المؤمن، أو للقرآن، أو للرسول الكريم..

وهذا مثل، وليس تماثلا من كل وجه بين نور الله، وبين هذا النور الممثل به نور الحق جل وعلا..

وفى الحديث: «إن الله سبحانه وتعالى خلق آدم على صورته» ..

وتقول التوراة! «خلق الله الإنسان على صورته.. على صورته خلقه» .

وأين الإنسان من عظمة الله، وجلال الله؟ إنه هباءة تسبح فى الهواء! قيل إن أبا تمام الشاعر، دخل على ممدوحه فى مصر، فمدحه بقصيدة جاء فيها قوله:

إقدام عمرو «١» فى سماحة حاتم ... فى حلم أحنف فى ذكاء إياس

فقال بعض حاشية الأمير: ما هكذا يمدح الأمير.. ما زدت أن شبهته ببعض صعاليك الأعراب! فسكت أبو تمام قليلا.. ثم قال، دافعا هذا الاعتراض، ومفحما هذا المعترض:

لا تنكروا ضربى له من دونه ... مثلا شرودا فى الندى والباس

فالله قد ضرب الأقلّ لنوره ... مثلا من المشكاة والنبراس

فهكذا يجب أن تفهم الأمثال، وأنها ليست تماثلا بين مضرب المثل والمضروب له.


(١) هو عمرو بن ودّ العامري. من فرسان العرب المعدودين.

<<  <  ج: ص:  >  >>