إنه لم يجر لهم ذكر فى الآيات السابقة.. ولكنهم مذكورون ضمنا فى قوله تعالى «لَقَدْ أَنْزَلْنا آياتٍ مُبَيِّناتٍ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ» .
فهناك أناس، قد دخلوا فى الجماعة الإسلامية، وحسبوا فى المؤمنين، وأضافوا أنفسهم إلى تلك الجماعة وتزيّوا بزيّها، وأخذوا سمتها.. واطمأنوا إلى ما هم فيه- ولكن الله فضحهم، وكشف عن نفاقهم، وأنهم ليسوا من الإيمان فى شىء..
إن الإيمان ولاء، وطاعة، وانقياد.. ثم هو قبل هذا حبّ، وإن تجرّع المحب فى سبيله جرع البلاء! وهؤلاء الذين لبسوا الإيمان ظاهرا، إذا وضع إيمانهم على محكّ التجربة، ظهر زيفه، وبان ما فيه من دخل، وفساد.. «أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ»(٢: العنكبوت) .
- «وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنا» .. ما أكثر الأقوال، وما أيسرها على الأفواه.. وإن القول الذي لا يصدقه العمل، هو زور وبهتان.. «ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ» .. أفهذا شأن المؤمنين؟ أو تلك هى سبيل المطيعين؟ - ذلك ما لا يكون من أهل الإيمان أبدا..
والتولّى: هو النكوص على الأعقاب، والعودة إلى حيث ما كانوا عليه من ضلال وكفر..
- وقوله تعالى:«مِنْ بَعْدِ ذلِكَ» .. أي من بعد قولهم هذا القول بألسنتهم، والدخول بهذا القول مدخل المؤمنين، وهو قولهم:«آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنا» ..
وقوله تعالى:«وَما أُولئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ» هو حكم على هؤلاء الذين قالوا هذا