للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أقاموا معتقدهم الفاسد الذي يعتقدونه، ويلتمسون الطمأنينة والأمن في ظله- إنما أقاموا من تلك الأبخرة العفنة التي تتصاعد من مشاعرهم، فتتشكل منها تلك الأوهام الخادعة، ويقوم عليها هذا البناء المتداعى!! قوله تعالى:

«إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ» .. هو بيان لعلم الله بهم وبما يعبدون من أباطيل، لا وزن لها، مع عزة الله، ولا تدبير لها، مع تدبيره المحكم.

ويمكن أن يكون للآية مفهوم آخر، وهو أن تكون «ما» نافية..

ويكون مفعول العلم مطلقا، بمعنى أن الله يعلم كل شىء.. وقوله تعالى:

«ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ» نفى لوجود هذه المعبودات، أي أنها لضالتها، وعدم جداوها لهم، لا تعدّ شيئا.. أما الله سبحانه، الذي أعرضوا عنه، فهو العزيز الحكيم..

قوله تعالى:

«وَتِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ وَما يَعْقِلُها إِلَّا الْعالِمُونَ» الإشارة هنا، هى إلى هذا المثل المضروب، وإلى تلك الأمثال التي يضربها الله للناس، ليروا فيها مواقع العبرة والعظة، وليكون لهم منها طريق إلى الحق والهدى.. ولكن هذه الأمثال لا يعقلها، ولا ينتفع بما يعقل منها إلا أهل العلم.. «فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ ماذا أَرادَ اللَّهُ بِهذا مَثَلًا» (٢٦: البقرة) قوله تعالى:

«خَلَقَ اللَّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ» - هو

<<  <  ج: ص:  >  >>