«هذه الآية تعقيب على ما تقرر في الآية السابقة من استسلام المشركين لما ألزمتهم به من حجة، لم يجدوا معها سبيلا إلا الإذعان والإقرار، بأن الله سبحانه هو الذي خلق السموات والأرض وسخّر الشمس والقمر..
وإذا كان ذلك كذلك على ما أقروا به، فليعلموا إذن أن الله هو الذي يبسط الرزق لمن يشاء من عباده، ويقدر له، فيوسع الرزق لمن يشاء، ويقدره أي يضيقه على من يشاء، حسب علمه، وحكمته.. «إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ» فلا يفعل ما يفعل إلا عن علم، وما كان فعلا عن علم، فهو أصلح الأفعال، وأنسبها، وأعدلها، وأحكمها..
وهذا سؤال آخر يسأله المشركون:«مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِها؟» فما جوابهم على هذا؟.
لقد أقروا- طوعا أو كرها- أن الله هو الذي خلق السموات والأرض وسخّر الشمس والقمر.. إذ كان ذلك أمرا لا يمكن المجادلة فيه، ولا يجد معه أي عقل- مهما لج في الضلال والعناد- سبيلا إلى المماراة، والتمحك..