- وفي قوله تعالى:«وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَالْمُنافِقِينَ» هو كشف عن هذا البلاء الذي يحيط بالكافرين والمنافقين.. وفي هذا تنبيه للنبى إلى أن يأخذ حذره، وأن يتوقّى هذا الداء الذي يغتال هؤلاء المصابين به.
- وفي قوله تعالى:«إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلِيماً حَكِيماً» تعقيب على هذا الأمر الذي تلقاه النبي من ربه، فهو أمر من العليم الحكيم، الذي يقوم أمره على علم وحكمة، فيعلمه سبحانه كشف هذا الخطر الذي يتهدد النبي من استجابته للكافرين والمنافقين إلى ما يدعونه إليه من أن يعبد ما يعبدون، وأن يعبدوا هم ما يعبد، وبحكمته- تعالى- أمر بتجنب الخطر قبل الوقوع فيه.. فإن توقّى الداء خير وأسلم من علاجه.
قوله تعالى:
«وَاتَّبِعْ ما يُوحى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً» - هو أمر من لوازم النهى الذي جاء في قوله تعالى:«وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَالْمُنافِقِينَ» فمن لازم هذا النهى أن يتبع النبي ما أوحى إليه من ربه..
وفي هذا الأمر، كما في النهى السابق عليه، تأكيد لما بين النبي وبين الكافرين والمنافقين من بعد بعيد، وأن كلا منهما على طريق، فلا يلتقيان أبدا، إلا إذا حاد هؤلاء الكافرون والمنافقون عن طريقهما، وسلكوا طريق النبي واتبعوا سبيله.. أما النبي، فهو ماض على ما معه من آيات ربه، لا يلتفت يمينا أو شمالا..
- وفي قوله تعالى:«إِنَّ اللَّهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً» تهديد للكافرين والمشركين، وأن الله سبحانه مطلع على ما هم فيه من منكر، وسيجزيهم بما كانوا يعملون.