للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فى الآية، فى قوله تعالى: «قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ» .. أي أن المشركين حين سمعوا هذا القول، وما وصفت به آلهتهم من أنها لا تملك مثقال ذرّة فى السموات ولا فى الأرض، وليس لهم فيهما شرك، ولا تصريف، كما أنهم لا يملكون لهم شفاعة، كما كانوا يظنون ويقولون فيهم: «هؤُلاءِ شُفَعاؤُنا عِنْدَ اللَّهِ» - حين سمعوا هذا، فزعوا له، وهالهم الأمر، وركبتهم حال من الاضطراب والخوف من أن يصيبهم شىء من آلهتهم وقد استمعوا إلى هذا الحديث فيهم، حتى لقد عجزت ألسنتهم عن أن تنطق بشىء..

ثم ظلوا هكذا- لا ينطقون.. حتى إذا زايلتهم تلك الحالة، وفزع عنهم الفزع، بوارد من واردات الحميّة.. نطقوا، وقالوا للنبىّ، وللمؤمنين، ردّا على هذا القول الذي سمعوه، وإنكارا له، وتجاهلا لما سمعوه: «ماذا قالَ رَبُّكُمْ؟» .. وكان جواب النبىّ والمؤمنين بلسان الحال، أو المقال، أو هما معا: «قالُوا الْحَقَّ.. وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ» .. فهذا هو قول ربّنا، وهذا هو ربّنا الذي نعبده.

وهذا الفهم هو أقرب عندنا، إلى القلب، وأرضى للنفس..

والله أعلم..

قوله تعالى:

«قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ» سؤال آخر للمشركين، يوازنون فيه بين العلىّ الكبير، الذي يؤمن به المؤمنون، وبين آلهتهم التي أقاموها حجازا بينهم وبين الله، حتى لقد عموا عن النظر إليه، وحتى لقد أبت عليهم ألسنتهم أن ينطقوا به، وأن يضيفوا أنفسهم إليه، فقالوا للنبىّ والمؤمنين:

«ماذا قال ربكم؟» ولم يقولوا ربّنا..

<<  <  ج: ص:  >  >>