بهذا الحمد الخالص المطلق، يستقبل أهل الجنة هذا النعيم الذي هم فيه..
فهم يحمدون الله مع كل نعمة تطلع عليهم من نعيم الجنة التي لا ينقطع نعيمها لحظة.. لقد أذهب الله عنهم فى هذا المقام الكريم «الحزن» الذي كان قد وقع فى نفوسهم لما فاتهم من متاع الدنيا، ولما ابتلوا به فيها من مصائب وفتن.. ولقد غفر الله لهم ما كان منهم من ذنب، وما فعلوه من منكر، وستره عنهم، فلم يروه، حتى لا يسوءهم وجهه، وهم فى رضوان الله، وفى رحاب فضله وإحسانه، وشكر لهم الله القليل من صالح أعمالهم فجزاهم عليه هذا الجزاء العظيم.
النّصب: التّعب من العمل والجهد.. واللغوب: الإعياء والفتور..
أي وإنهم ليحمدون الله سبحانه، أن أنزلهم هذه الدار الكريمة الطيبة من فضله، والتي لا يتحولون عنها أبدا، والتي لا يمسهم فيها تعب أبدا، ولا ينالهم أدنى عناء أو مشقة.. لأنهم ينالون ما شاءوا من نعيم. وينعمون بما اشتهوا من طيبات، دون أن يبذلوا لذلك جهدا، أو يعملوا له عملا..
قوله تعالى:
«وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذابِها كَذلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ» أما أهل الكفر والضلال، فإن لهم دارا غير هذه الدار، وحياة غير تلك الحياة.. إن دارهم هى النّار، وحياتهم فيها عذاب لا ينقضى، ولا