وأما قوله تعالى:«لَوْلا تُسَبِّحُونَ» .. فهو كلام مستأنف، يعقّب به على قوله:«أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ؟» .. وفى هذا التعقيب، يدعوهم دعوة جديدة، يواجهون بها هذه الحال التي هم فيها، وهى أنهم وقد أخطئوا حين لم يأخذوا برأيه أولا، فإن هذا لا يمنعهم من أن يرجعوا الآن إلى الله، ويستغفروا لذنبهم بعد أن رأوا ما أخذهم الله به.
فقوله تعالى:«لَوْلا تُسَبِّحُونَ» - هو من مقول أوسطهم، وهو تحضيض لهم على الإنابة إلى الله، واستغفاره على ما كان منهم.. أي هلا تسبحون الله؟ .. أي بادروا بذكر الله، فهذا الذكر هو عزاؤنا فى هذا المصاب الذي بين أيدينا.. ويكون النظم على هذا هكذا: ألم أقل لكم، ما علمتم ولم تأخذوا به؟ وهأنذا أقول لكم الآن قولا أرجو أن تأخذوا به: ألا تسبحون الله، وتستغفرون لذنبكم؟