إلى ما يدعوه إليه المشركون من قومه، من الكفّ عن دعوتهم، وإنذارهم بآيات الله التي يتلوها عليهم، أو أن يصغى إلى ما يعرضونه عليه من دنياهم التي يلوحون له بها..
وفى هذا إعلام للمشركين بأن النبىّ مأمور من ربه بالصبر على أذاهم، وبألا يستمع إلى ما يدعونه إليه، وهم يعلمون أن النبي لا يخالف أمر ربه.. ولهذا كان لهذا الأمر الموجه إلى النبي من ربه، وقع على نفوس المشركين، وتيئيس لهم مما يطمعون فيه من النبي..
وقوله تعالى:
«وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا» .
هو معطوف على قوله تعالى:«فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ..»
أي ومما يعينك على الصبر على ما تكره من قومك، وما يقيمك بالمقام المطمئن الذي تثبت به قدمك على طريق الدعوة التي تدعو بها- هو أن تذكر اسم ربك، وتستحضر جلاله، وعظمته، وعندئذ تجد كل هؤلاء المتعاظمين، والمتعالين، نمالا تدبّ على الأرض، أو ذبابا يجتمع على قذر! والبكرة: أول النهار، والأصيل آخره..
فهذا عمل النبىّ بالنهار، إلى جانب دعوته التي يقوم بها فى الناس.. إنه ذكر لاسم الله، فى مفتتح نهاره، ومختتمه.
فإذا كان الليل، خلا إلى ربه، وأطال ذكره، وتسبيحه، وسجوده، وهذا ما جاء الأمر به بعد ذلك فى قوله تعالى: