للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجمعة مع ما ورد في فضلها تنوب عن الظهر لا عن غيرها.

وعن عائشة أنها كانت تقرأ والصلاة الوسطى وصلاة العصر وكانت تقول: سمعت ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فيغلب على الظن أن المعطوف عليه العصر هو الظهر الذي قبله.

وروي أن قوما كانوا عند زيد بن ثابت فأرسلوا إلى أسامة بن زيد وسألوه عن الصلاة الوسطى فقال: هي صلاة الظهر، كانت تقام في الهاجرة. القول الخامس:

أنها صلاة العصر ويروى عن علي وابن مسعود وابن عباس وأبي هريرة رضي الله عنهم،

ومن الفقهاء النخعي وقتادة والضحاك وهو مروي عن أبي حنيفة أيضا لما ورد من التأكيد فيه

كقوله صلى الله عليه وسلم «من فاته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله» «١»

وقد أقسم الله بها في قوله وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ [العصر: ١، ٢] ولما يحتاج في معرفة وقتها إلى تأمل أكثر من حال الظهر. فالمغرب يعرف بغروب جرم الشمس، والعشاء يعرف بغروب الشفق، والفجر بطلوع الصبح الصادق، والظهر بدلوك الشمس عن دائرة نصف النهار، ولما في وقتها من اشتغال الناس بحوائجهم.

وعن علي عليه السلام أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم الخندق: «شغلونا عن الصلاة الوسطى حتى غابت الشمس ملأ الله بيوتهم وقبورهم نارا» «٢»

رواه البخاري ومسلم وسائر الأئمة. وهو عظيم الموقع في المسألة. وفي

صحيح مسلم «شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر»

وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنها الصلاة التي شغل عنها سليمان بن داود حتى توارت بالحجاب.

وعن حفصة أنها قالت لمن كتب لها المصحف: إذا بلغت هذه الآية فلا تكتبها حتى أملي عليك كما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها فأملت عليه والصلاة الوسطى صلاة العصر.

القول السادس: أنها صلاة المغرب. عن قبيصة بن ذؤيب لأنها بين بياض النهار وسواد الليل، ولأنها وسط في الطول والقصر. القول السابع: أنها صلاة العشاء لأنها متوسطة بين صلاتين لا تقصران:

المغرب والصبح. ولما

ورد في فضلها عن عثمان بن عفان عن النبي صلى الله عليه وسلم «من صلى العشاء الآخرة في جماعة كان كقيام نصف ليلة» «٣»

وقال أهل التحقيق: القلب هو الذي في وسط


(١) رواه البخاري في كتاب المواقيت باب ١٤. مسلم في كتاب المساجد حديث ٢٠٠، ٢٠١. أبو داود في كتاب الصلاة باب ٥. الترمذي في كتاب المواقيت باب ١٤. النسائي في كتاب الصلاة باب ١٧. ابن ماجه في كتاب الصلاة باب ٦.
(٢) رواه البخاري في كتاب الجهاد باب ٩٨. مسلم في كتاب المساجد حديث ٢٠٢- ٢٠٦. النسائي في كتاب الصلاة باب ١٤. ابن ماجه في كتاب الصلاة باب ٦. أحمد في مسنده (١/ ٧٩) .
(٣) رواه مسلم في كتاب المساجد حديث ٢٦٠. البخاري في كتاب الأذان باب ٣٤. الترمذي في كتاب الصلاة باب ٥١. ابن ماجه في كتاب المساجد باب ١٨. الدارمي في كتاب الصلاة باب ٢٨. أحمد في مسنده (١/ ٥٨، ٦٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>