عن عبد الرحمن بن سلامة عن أبي رهم عن أبي أيوب الأنصاري مرفوعاً. قال الهيثمي في " المجمع " (٢/ ٣٢٧): " وفيه مسلمة بن علي، وهو ضعيف "، وكذا قال السيوطي في " الحاوي " (٢/ ١٧٠). قلتُ: بل هو واهٍ متروك كما في " الميزان " و " ديوان الضعفاء " و " التقريب " وغيرها؛ فإسناده ضعيف جداً. وله طريق أخرى موقوفة، أخرجها ابن أبي الدنيا في كتاب " المنامات " عن محمد بن الحسين عن محمد بن إسحاق عن عبد الله بن المبارك عن ثور بن يزيد عن أبي رهم عن أبي أيوب، قال: «تُعْرَضُ أَعْمَالَكُمْ عَلَى الْمَوْتَى، فَإِنْ رَأَوْا حَسَناً فَرِحُوا وَاسْتَبْشَرُوا، وَإِنْ رَأَوْا سُوءً قَالُوا: اللَّهُمَّ رَاجِعْ بِهِ» وسنده ضعيف، فيه ابن إسحاق مدلّس وقد عنعنه، وشيخ ابن أبي الدنيا هو محمد بن الحسين البرجلاني، روى عنه جماعة كما في " الجرح والتعديل "، وذكره ابن حبان في " التقات " كما في " لسان الميزان "، وقال الحافظ الذهبي في ترجمته في " الميزان " (٣/ ٥٢٢/ ترجمة: ٧٤١٤): " أرجو أن يكون لا بأس به، ما رأيتُ فيه توثيقاً ولا تجريحاً، لكن سُئل عنه إبراهيم الحربي، فقال: ما علمتُ إلّا خيراً "، وقال في " اللسان " (٥/ ١٣٧): " وما لذكر هذا الرجل الفاضل الحافظ (يعني في الضعفاء)؟! ". لكن رواه ابن المبارك في " الزهد " (٤٤٣): أخبرنا ثور به، وصححه الألباني في " الصحيحة " (٢٧٥٨)، وهو في حكم المرفوع لأنه لا يقال بالرأي، والله أعلم. وله طريق أخرى رواها سلاّم الطويل عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن أبي رهم به مرفوعاً بلفظ: «تُعْرَضُ عَلَى الْمَوْتَى أَعْمَالَكُمْ، فَإِنْ رَأَوْا خَيْرًا اسْتَبْشَرُوا وَقَالُوا: اللَّهُمَّ هَذِهِ نِعْمَتُكَ فَأَتْمِمْهَا عَلَى عَبْدِكَ، وَإِنْ رَأَوْا سَيِّئَةً قَالُوا: رَاجِعْ عَبْدَكَ فَلا تُخْزُوا مَوْتَاكُم بِالْعَمَلِ السيء فَإِنَّ أَعْمَالَكُمْ تُعْرَضُ عَلَيْهِمْ». أورده ابن حبان في " المجروحين " (١/ ٣٣٦) في ترجمة سلام الطويل وقال: " يروي عن الثقات الموضوعات كأنه كان المتعمد لها "، والله أعلم.