للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم العلماء الثقات حجة فيما يأثرون لا فيما يفعلون أويقرون، ولا يكون الفعل أو التقرير حجة إلا من المعصوم.

فأما تأويل النصوص؛ فأكثره تحريف للكلم عن مواضعه، وغض من مهابة ظواهرها وعظم موقعها في النفوس.

وأما صرف أقوال العامة وأفعالها إلى غير ما أرادت منها، فتغرير بها، وإغراء لها على الباطل.

وأما ابن تيمية، فلم يبتدع ضلالة، وإنما أحيا السنة، ودعا إلى الهدى، واجتهد في النصح، وليست الدعوة إلى التوحيد بمذهب خاص، ولكنه دين الله العام.

وما جعل العوام يستخفون بما وقعوا فيه من الشرك الجلي إلا الاعتياد، وجبن جل العلماء عن الجهر بالإرشاد، والعادة- كما يقال- طبيعة ثانية، والإِسرار بالعلم إقبار له.

ففي كتاب العلم من " صحيح البخاري ": أن عمر بن عبد العزيز كتب إلى أبي بكر بن حزم: " انظر ما كان من حديث رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؛ فاكتبه؛ فإني خفت دروس العلم وذهاب العلماء "، ولا تقبل إلا حديث النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ولتفشوا العلم، ولتجلسوا حتى يعلم من لا يعلم، فإن العلم لا يهلك حتى يكون سرّاً (٣٥).


(٣٥) أخرجه البخاري تعليقاً في (كتاب العلم، باب كيف يقبض العلم، ١/ ١٩٤)، ثم قال: " حدثنا العلاء بن عبد الجبار؛ قال: حدثنا عبد العزيز بن مسلم عن عبد الله بن دينار بذلك - يعني حديث عمر بن عبد العزيز- إلى قوله: " ذهاب العلماء ".
قال الحافظ في " الفتح " (١/ ١٩٥):
" قوله: (حدثنا العلاء): لم يقع وصل هذا التعليق عن الكشميهني ولا كريمة ولا ابن =

<<  <   >  >>