للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكذا يشهد أنه سبحانه ... فوق الوجود وفوق كلِّ مكانِ

وكذا يشهد أنه سبحانه ... المعبود لا شيء من الأكوانِ

وكذا يشهد أنه سبحانه ... ذو حكمةٍ في غاية الإتقانِ

وكذا يشهد أنه سبحانه ... ذو قدرة حيٌّ عليمٌ دائم الإحسانِ

وكذا يشهد أنه الفعال ... حقًّا كلَّ يوم ربنا في شانِ

وكذا يشهد أنه المختار في ... أفعاله حقًّا بلا نُكرانِ

وكذا يشهد أنه الحيُّ الذي ... ما للمات عليه من سلطانِ

وكذا يشهد أنه القيوم قا ... م بنفسه ومقيم ذِي الأكوانِ

وكذا يشهد أنه ذو رحمة ... وإرادة ومحبةٍ وحنانِ

وكذا يشهد أنه سبحانه ... متكلِّمٌ بالوحي والقرآنِ

وكذا يشهد أنه سبحانه ... الخلاَّق باعث هذه الأبدانِ

لا تجعلوه شاهدًا بالزور ... والتعطيل تلك شهادة البطلانِ

وإذا تأمَّلت الوجود رأيته ... إن لم تكن من زمرة العميانِ

بشهادة الإثبات حقًّا قائمًا ... لله لا بشهادة النكرانِ

وكذاك رُسل الله شاهدةٌ به ... أيضًا فسل عنهم عليم زمانِ

وكذاك كُتب الله شاهدة به ... أيضًا فهذا مُحكم القرآنِ

وكذلك الفِطَر التي ما غِيرت ... عن أصل خِلقتها بأمرٍ ثانِ ...

وكذا العقول المستنيرات التي ... فيها مصابيح الهدى الرباني

أترَون أنا تاركو ذا كَّله ... لشهادة الجهمي واليوناني

وقال رحمه الله:

إِن الذي نزل الأمين به على ... قلبِ الرسولِ الواضحِ البرهانِ

هوَ قولُ رِبي اللفظ والمعنى جمـ ... ـيعًا إِذ هما أخوان مصطحِبانِ

لا تقطعوا رَحِمًا تولَّى وَصْلَها ... الرحمنُ تَنْسلِخُوا مِن الإيمانِ

ولقد شفانا قولُ شاعرِنا الذي ... قال الصوابَ وَجَاءَ بالإحسانِ

إنَّ الذي هو في المصاحف مُثْبَت ... بأناملِ الأشياخِ والشُبانِ

هو قولُ ربي آيُهُ وحُرُوفُهُ ... ومِدَادُنا والرقُ مَخْلُوقانِ

والله أكبرَ مَن على العرش استوى ... لكِنهُ اسْتَولَى على الأكوانِ

والله أكبرُ ذو المعارج مَن إليه ... تَعْرُجُ الأملاكُ كُلَّ أَوانِ

واللهُ أكبرُ مَن يَخافُ جَلاله ... أمْلاكه من فوقِهمِ ببيانِ

واللهُ أكبرُ من غَدَا لسَرْيرِهِ ... أَطَّ بِهِ كالرَّحْلِ لِلرُكْبَانِ

<<  <  ج: ص:  >  >>