للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكذَاكَ حَاجَتُهُ إلى طَعْمٍ وَرِزْ ... قٍ وهُوَ رَزَّاقٌ بلا حُسْبانِ

هَذا وثاني نَوعَي السَّلْبِ الذِي ... هُوَ أوَّلُ الأنْوَاعِ في الأوزانِ

تَنْزِيهُ أوصَافِ الكَمَالِ لَهُ عن ... التَّشْبيهِ والتَمثيلِ والنُكْرِانِ

لَسْنَا نُشَبّهُ وصْفَهُ بِصِفاتِنَا ... إنَّ المُشَبِّهَ عابِدُ الأوثانِ ...

كَلاَّ ولا نُخْلِيهِ مِن أوصَافِهِ ... إِنَّ المُعَطَّلَ عَابِدُ البُهْتَانِ

مَنْ مَثَّلَ اللهَ العظيمَ بِخَلْقِهِ ... فَهْوَ النَّسِيبُ لِمُشْرِكٍ نَصْرَانِي

أو عَطَّلَ الرحمنَ عَن أوصَافِهِ ... فَهْوَ الكَفُورُ ولَيسَ ذا إيمَانِ

«فصل في النوع الثاني من النوع الأول وهو الثُبوت»

هَذا ومِن تَوحِيدهم إثْباتُ أو ... صَافِ الكَمالِ لِربنا الرحمنِ

كَعُلُوِّهُ سُبْحَانَه فَوقَ السَّما ... وَاتِ العُلَى بل فَوقَ كُلِّ مَكَانِ

فهو العَلِيُّ بِذَاتِهِ سُبْحَانَهُ ... إذْ يَسْتَحْيلُ خِلافُ ذا بِبَيَانِ

وهو الذي حقًّا على العرش اسْتَوى ... قَدْ قَامَ بالتَّدْبيرِ للأكْوانِ

حيٌّ مُرْيدٌ قَادرٌ مُتَكَلِّمٌ ... ذُو رَحْمَةٍ وإرَادةٍ وحَنَانِ

هُوَ أولٌ هو آخَرٌ هو ظَاهرٌ ... هو باطنٌ هيَ أرْبعٌ بوزانِ

ما قَبْلَهُ شَيءٌ كَذَا ما بَعْدَهُ ... شَيءٌ تعالى اللهُ ذُو السَلطَانِ

ما فَوقَه شيءٌ كَذَا ما دُونَه ... شيءٌ وذا تَفْسِيرُ ذِي البُرهَانِ

فانْظُرْ إلى تَفْسِيرِهِ بتَدَبُّرٍ ... وتبَصُّرٍ وتَعَقُلٍ لِمَعَانِ

وانْظْر إلى ما فِيهِ من أنْواعِ ... مَعْرِفَة لِخَالِقِنَا العظيم الشانِ

وهو العَليُّ فَكَلُ أنواعِ ... العُلُوِّ لَهُ فثابِتَةٌ بلا نُكّرانِ

وهو العظيمُ بِكُلِ مَعْنَىً يُوجبُ ... التَّعْظِيمَ لا يُحْصِيه مِن إنْسَانِ

وهو الجليلُ فكُلُ أوصَافِ الجَلاَ ... لِ لَهُ مَحَقّقَةٌ بَلا بَطْلانِ

<<  <  ج: ص:  >  >>