للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو الجميلُ على الحقيةِ كَيفَ لا ... وَجَمَالُ سَائِرِ هَذِه الأكْوانِ

مِن بَعْضِ آثار الجميلِ فَرَبُّها ... أولَى وأجْدَرُ عَندَ ذِيَ العِرفان

فَجمَالَهُ بالذاتِ والأوصَافِ ... والأفْعالِ والأسْمَاءِ والبُرهَانِ

لا شَيءَ يُشْبِهُ ذَاتَه وصفاتِه ... سُبْحَانَهُ عن إفْكِ ذِي البُهْتَانِ

وهو المجيدُ صِفَاتُه أوصَافُ تَعْظِـ ... ـيمٍ فشأنُ الوَصْفِ أعظمُ شَانِ

وهو السميعُ يَرى ويَسمعُ كُلَّ ما ... في الكَون مِن سِرٍّ ومِن إعْلانِ

ولِكُلِ صَوتٍ منه سَمْعٌ حَاضِرٌ ... فالسِّرُ والإعلانُ مُسْتَويَانِ

والسَّمْعُ منه واسعُ الأصْواتِ لا ... يَخفَى عَليه بَعِيدُها والدانِي

وهو البصيرُ يَرى دَبِيبَ النَمّلْةِ ... السَّوداءِ تحتَ الصَخرِ والصُّوانِ

ويَرَى مجارِي القُوتِ في أعْضَائِها ... ويَرَى بياضَ عُروقها بعِيانِ ...

ويَرَى خَياناتِ العُيونِ بلَحْظِها ... ويَرَى كذاكَ تَقَلُّبَ الأجْفَانِ

وهو العليمُ أحَاطَ عِلْمًا بالذِي ... في الكَونِ مِن سِرِّ إعْلانِ

وبكُلِ شيءٍ عِلْمُهُ سُبْحَانَهُ ... فَهْوَ المحيطُ ولَيسَ ذَا نِسْيَانِ

وكذاكَ يَعلمُ ما يكونُ غَدًا ومَا ... قد كانَ والموجودَ في ذَا الآنِ

وَكذاكَ أَمْرٌ لَمْ يَكُنْ لَو كَانَ كَيـ ... ـفَ يَكُونُ ذَاكَ الأَمْرُ ذَا إمْكَانِ

«فصل»

وهو الحميدُ فكِلُ حَمْدٍ واقعٍ ... أو كَانَ مَفْرُوضًا مَدَى الأزْمَانِ

مَلأَ الوجودَ جَميعَهُ ونَظَيرَهُ ... مِنْ غَيرِ ما عَدٍّ ولا حُسْبَانِ

وهو أهْلهُ سُبْحَانَهُ وبِحَمْدِهِ ... كُلُ المحامِدِ وصْفُ ذِي الإِحسَانِ

«فصل»

وهو المِكُلّمُ عَبْدَهُ مُوسَى ... بتَكْليمِ الخِطابِ وَقَبْلَهُ الأبَوانِ

كَلِماتُه جَلَّتْ عن الإحصاء ... والتَّعْدَادِ بَلْ عن حَصْرِ ذِي الحسْبَانِ

<<  <  ج: ص:  >  >>