للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لَو أنَّ أشْجَارَ البِلادِ جَمِيعهَا ... والأَقْلاَمُ تَكْتَبُهَا بكَلِّ بَنَانِ

والبَحْرَ تُلْقَى فِيهِ سَبْعَةُ أبْحُرٍ ... لِكَتابَةِ الكَلمَاتِ كُلَّ زَمَانِ

نَفِدَتْ ولَمْ تَنْفَدْ بِهَا كَلِمَاتُهُ ... لَيسَ الكَلامُ مِن الإِله بفانِ

وهو القديرُ ولَيسَ يُعْجزه إذا ... ما رَامَ شَيئا قَطُّ ذُو سُلْطانِ

وهو القويُّ لَهُ القُوَى جَمْعًا تَعا ... لَى رَبُّ ذِي الأكْوانِ

وهو الغَنيُّ بذَاتِه فغناهُ ذَا ... تيٌّ لَهُ كالجُودِ والإِحْسَانِ

وَهو العزيز فلن يُرام جنابه ... أنَّى يُرام جناب ذي السلطان

وهو العزيزُ القاهرُ الغلاَّبُ لم ... يَغْلِبْه شيءٌ هَذه صِفَتَانِ

وهو العزْيزُ بقُوةٍ هِيَ وَصْفُهُ ... فالِعَزُّ حِينَئِذٍ ثَلاَثُ مَعَانِ

وهْيَ التي كَمَلُتْ لَهُ سُبْحَانَهُ ... مِن كُلَّ وَجْهٍ عادِمِ النُقْصَانِ

وهو الحكيمُ وذاكَ مِن أوصَافِهِ ... نَوعانِ أيضًا مَا هُمَا عَدَمانَ

حِكَمٌ وأحْكامٌ فَكُلٌ مِنْهُما ... نَوعانِ أَيْضًا ثَابتَا البُرْهَانِ

والحُكْمُ شَرْعَيٌ وكَونيٌ ولا ... يَتَلازَمان ومَا هُما سِيَّانِ

بَلْ ذَاكَ يُوجَدُ دُونَ هَذا مُفْردًا ... والعكْسُ أَيْضًا ثُمَّ يَجْتَمِعَانِ

لَنْ يَخْلُو المربُوبُ مِن إحْدَاهُمَا ... أو مِنْهُمَا بَلْ لَيسَ يَنْتَفِيَانِ ...

لَكنَّما الشَّرْعِيٌ مَحْبُوبٌ لَهُ ... أبَدًا ولَنْ يَخْلُو مِن الأكْوانِ

هُوَ أمْرُهُ الدِينيُ جاءَتْ رُسْلُهُ ... بِقِيَامِهِ في سَائِرِ الأزْمَانِ

لَكِنَّما الكَونِيُّ فَهْوَ قَضَاؤُهُ ... فَي خَلْقِهِ بالعَدْلِ والإِحْسَانِ

هُو كُلُّه حَقٌ وعَدْلٌ ذُو رِضًا ... والشأنُ في المقَضِيِّ كُلَّ الشانِ

فلذاكَ نَرضَى بالقَضَاءِ ونَسْخَطُ ... الْمَقْضِيَّ حِينَ يكونُ بالعِصْيَانِ

فالله يَرْضَى بالقَضَاءِ ويَسْخَطُ ... الْمَقْضِيَّ مَا الأمْرانِ مُتَّحِدَانِ

فَقَضَاؤُهُ صِفَةٌ بِهِ قَامَتْ ومَا ... الْمَقْضِيُّ إلاَّ صَنْعَةُ الإِنْسانِ

<<  <  ج: ص:  >  >>