للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فصل

والدِين هُوَ الإِسلامُ عِنْدَ اللهِ ... مَنْ يَتَّبِعْ سِوَاهُ فَهْوَ اللاَّهِي

فأسْلِمِ الوَجْهَ لِمَنْ أحَياكَا ... وَانقَدْ لَهُ تَلْقَ غَدًا مُنَاكَا

لا تَحْسَبِ الإِيمانَ فِعْلَ القَلْبِ ... مِن دُونِ أَعْمَالٍ نَشَتْ عَنْ حُبِّ

فَيُطْلَقُ الإِسلامُ في مَوَاضِعْ ... وَيُقْصَدُ العَمُوُمُ عِنْدَ السَّامِعْ

وَيُقْرَنَانِ مِثْلَ قَولِ (آمَنُوا ... وعَمِلُوا) والحُكْمُ فِيهِ بَايِنُ

هُمَا سَوَاءٌ عنْدَ أهْلِ الحِفْظِ ... والخُلْفُ مِن بَابِ النَزِاعِ اللَّفْظِي

وعِنْدَهُم إسْلاَمُكَ الحَقِيقِي ... مُرَادِفُ الإِيمَانِ بالتَّحِقِيقِ

إذْ جَزْؤُهُ الأَعمَالُ عِنْدَ السَّلَفِ ... خِلافُ قَولِ المُرْجِئِ المُنْحَرِفِ

وكَونُهُ جُزْءًا لَهُ إِذَا انْتَفَى ... يَنْتَفِي الإِيمانُ هَذَا في خَفَى

والسَّلَفُ المُاضُونَ عَنْهُ سَكَتُوا ... وإنَّمَا الأَخْلاَفُ عَنْهُ نَكَثُوا

وعِلْمُ مِثْلِي قَاصِرٌ عن جَزْمِي ... أَرْجُو إلهِي أَنْ يُقَوِّي فَهْمِي

فكَانَ إسْلاَمٌ مِن التَّسْلِيمِ ... بالظاهرِ اسْتَدْعَى إلى التَّقْسِيمِ

يَشْتَرِكُ النِّفَاقُ والإِيمَانُ ... فِي أصْلِهِ فَلَزِمَ البَيَانُ

أمَّا نِفَاقُ العَمَلِ المُخَفّفِ ... فإِنَّ إيمَانًا بِهِ لا يَنْتَفِي

قُلْ فَاسِقٌ بِفِعْلِهِ الكَبِيرَهْ ... وَمُؤْمِنٌ بِحُسْنِ بَعْضِ السْيَرَهْ

فَظَاهِرٌ الأَعْمَالِ قُلْ إسْلاَمُ ... خَوفَ اشْتَرِاكٍ قَالَهُ الأعْلاَمُ ...

لأنَ في حَدْيِثِ عَبْدِ القَيسِ ... مَعْنًى صَرِيحٍ عِنْدَ أَهْلِ الكَيْسِ

فَاعْتَبِرَنَّ الأَصْلَ إنْ قَرَنْتَا ... ظَهْرًا وَبَطْنًا مِثْلَ مَا عَلِمْتَا

ومَا أَتىَ «لا يَزِني وهْوَ مُؤْمِنُ» ... أَي كَامِلٌ لَمْ يَنْفِهِ المُؤْتَمنُ

يُوَضِّحُهْ «وإنْ زَنَى وإِنْ سَرَقْ» ... فاحْذَرْ تُضَاهِي فِي الضِّلالِ مَنْ مَرَق

وقالَ قَومٌ يَلْزَمُ التَّغَايُرُ ... قَالُوا لأَنَّ فِيهِ نَصٌ ظَاهِرُ

<<  <  ج: ص:  >  >>