للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَمَا تَرى اخْتِلاَفَ أَهْلِ العَقْلِ ... فِيهِ وحُسْنَ مَا نَحَا ذُو النَقْلِ

كُنْ مُؤْمِنًا بِجْمْلَةِ الأَوصَافِ ... وَذَا الجَدَالِ احْذَرْهُ لا تُصَافِي

فَمَالِكٌ مِن دَارَةٍ قد أَخْرَجَا ... مُجَادِلاً يَبْغِي الأُمُورَ عِوَجَا

فادْرُجْ عَلَى مَا قَدْ نَحَاهُ السَّلَفُ ... فَغَيرُهُ واللهِ فِيهِ التَّلَفُ

مَا فِيهِ تَفْرِيطٌ ولا إفْرَاطُ ... كُنْ وَسَطًا يَا حَبَّذَا الأَوسَاطُ

والكَيفُ مَمْنُوعٌ، ذَرِ التَّمْثِيلاَ ... وحَاذِرِ الجُحُودَ والتَّعْطِيلاَ

ونَزِّهِ البَارِي عَنِ الحُلُولِ ... والاتِّحَادِ واقْضِ بالمَنْقُولِ

ولا تُطِعْ أَئِمَّةَ الضَّلاَلِ ... مِن جَاحِدٍ مُعَطِّلٍ أَو غَالِي

فَجَاحِدُ الصِّفَاتِ عَبْدُ العَدَمِ ... وسَالِكُ التّشْبِيهِ عَبْدُ الصَّنَمِ

فَصْل ...

في بَيَان أَنوَاع التَّوحيدِ الذي هُوَ حَقُّ اللهِ عَلَى العَبيد

وَحَقِّقِ التَّوحِيدَ إَخْلاَصًا ولاَ ... تَبْغِ عَن الدِّينِ القَوِيمِ مَعْدِلاَ

لأَنَّ فِيهِ وَقَعَ الخِصَامُ ... وشُرِعَ الجِهَادُ والإِمَامُ

يَقُولُ جَلَّ (ولقدْ بَعَثْنَا) ... فافْهَمْ خِطَابًا عَمَّ مَا اسْتَثْنَى

(إنِ اعْبُدْوا اللهَ) اتْركُوا الطَاغُوتَا ... مَا صَحَّ إخْلاَصٌ وهَذَا يُوتَى

قَدْ عَدَّه أهْلُ البَيَانِ شَرَْطًا ... لِصِّحةٍ فاسْلُكْ طَرِيقًا وَسْطَا

مَعْنَاهُ أَنْ تُحَقِّقُوا العِبَادَهْ ... وتُخْلِصُوا النِيَّاتِ والإِرادَهْ

في الخَوفِ والحُبِّ مَعَ الرَّجَاءِ ... والذَّبْحِ والنَّذْرِ مَعَ الدُعَاءِ

وتَسْتَعِينُوا تَسْتَغِِيثُوا تَخْضَعُوا ... تَوَكَّلُوا ثَم اسْتَعِيذُوا واخْشَعُوا

للهِ إذْ جَمِيعُهَا يُسَمَّى ... عِبَادَةً واللَّفْظُ مِنْهَا عَمَّا

فَصَرْفُه لِغَيرِهِ سُبْحَانَهْ ... شِرْكٌ بِهِ مُخَالفِ مَنْ دَانَهْ

<<  <  ج: ص:  >  >>