للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإنَّ مِنْهَا آيَةُ الدُّخَانِ ... وإنَّهُ يُذهَبُ بالقَرْآنِ

طُلُوعُ شَمُسِ الأُفقِ مِن دَبُورِ ... كَذَاتِ أجْيَادٍ عَلَى المَشْهُورِ

وآخرُ الآياتِ حَشْرُ النارَ ... كَمَا أتَى فِي مُحْكَمِ الأخْبَارِ

فَكُلُّهَا صَحَّتْ بِها الأخُبارُ ... وسَطَّرَتْ آثَارَهَا الأخْيَارُ

وأجْزمْ بِأمْرِ البَعْثِ والنَشُورِ ... والحَشْرِ جَزْمًا بَعْدَ نَفخِ الصُورِ

كَذا وقْوفِ الخَلْقِ لِلْحِسَابِ ... والصُحْفِ والمِيزانِ لِلثَّوُابِ

كَذَا الصراطُ ثم حَوضُ المَصْطفَى ... فيَا هنَا لِمنُ بِه نَالَ الشِّفَا

عنهُ يُذَادُ المُفْتَرِي كَمَا وَرَدْ ... ومَنْ نَحَا سُبْلَ السَّلاَمَهْ لَمْ يُرَدْ

فكُنْ مُطْيعًا وَاقْفُ أَهْلَ الطَّاعَهْ ... في الحَوضِ والكَوثَرِ وَالشَّفَاعَهْ

فإنَّها ثَابِتَةٌ لِلمُصْطَفَى ... كَغَيرِهِ مِن كُلِّ أربَابِ الوَفَى

مِن عَالِمٍ كَالرُّسُلِ والأبرَارِ ... سِوى التِي خُصّتْ بِذِي الأنوَارِ

وَكُلُّ إنسان وَكُلُّ جَنّةِ ... فِي دَارِ نَارٍ أَو نَعِيمِ جَنَّةِ

هُمَا مَصِيرُ الخلقِ من كُل الوَرَى ... فَالنَّارُ دَارُ مَن تَعَدَّى وَافْتَرَى

ومَنْ عَصَى بذَنْبِهِ لَمْ يَخْلُدِ ... وإنْ دَخَلْهَا يَا بَوارَ المُعْتَدِي

وَجنَّةُ النَّعِيمِ للأَبْرَارِ ... مُصُونَةٌ عَن سَائِرِ الكُفْارِ

واجِزِم بأنَّ النَّارَ كالجَنَّةِ فِي ... وجودِهَا وأنَّهَا لَم تَتْلَفِ

فَنَسْألُ اللهَ النَعِيمَ والنَظرْ ... لِرَبَّنَا مِن غَيرِ مَا شَينٍ غَبَرْ

فَإنَّهُ يَنْظرُ بالأبصَارِ ... كَمَا أَتى في النَّصِ والأخبَارِ

لأنه سُبَحَانه لمْ يُحْجَبِ ... إلا عَنِ الكَافِرِ وَالمكَذِّبِ

[الباب الخامس] في النبوة ...

وذكر محمد - صلى الله عليه وسلم - وفضله وذكر بعض الأنبياء وفضل الصحابة]

وَمِن عظيمِ منَّةِ السَّلامِ ... ولطفِهِ بسائرِ الأنامِ

<<  <  ج: ص:  >  >>