للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَصْطَادهُ الشيطانُ في فَخِّ الرَّدَى ... والطُّعْمُ فيه خَواطِرُ الإِضلالِ

وكَذَا مِن الأَسباب عِلْمُك أنَّها ... وخَواطِرِ الأَعمالِ وَالأَقوالِ ...

كالحبِّ والإِيْمانِ لَنْ يَتَلاقيَا ... في القلبِ إلا كَالْتِقَا الأَبطالِ

بَلْ إِنَّ دَاعِي الحُبِّ ثُمَّ إِنَابَة ... ضِدَّ الخَواطرِ فاسْتَمِعْ لِمَقَالِ

مِنْ كلِّ وَجْهٍ وَالقِتَال فَقَائِمٌ ... حَتَّى يكونَ الضدُّ ذَا إِذْلالِ

لَوْ كَانَ قَلبُكَ ذَا حَيَاةٍ ضَرَّهُ ... أَلمُ المُصَابِ فَصَارَ ذَا إِقْبَالِ

لكنَّ قَلْبَكَ في البَطَالَةِ غَافِلٌ ... مَا كَانَ ذا هَمٍ وَذَا إِشْغَالِ

وكذَا مِنَ الأَسبابِ تَعْلمُ أنها ... بَحْرٌ عَميقٌ مِنَ بُحُورِ خَيَالِ

والقلبُ يَفْرَقُ بَعْدَ مَا يَدْخُلْ بِهِ ... وَيَتَيِهُ ثُمَّ بِظُلْمةِ الأَهوالِ

فَيَظَلُّ يَطْلُبُ لِلْخَلاصِ فَلَمْ يَجِدْ ... مِنْ ذَاكَ نَهْجًا يُنْج مِنْ أَوْبَالِ

أَوَ مَا تَرى أَنَّ الخَوَاطِرَ كلَّمَا ... غَلبَتْ لِقَلبِكَ صَارَ ذَا إِذْلالِ

قَدْ أورثَتْهُ وَسَاوِسًا ذَلَّ بِهَا ... حَتَّى اغْتَدى بالغَيرِ ذُو إِشْغالِ

عَزلَتهُ عَنْ سُلطَانِه وَمحِلِّهِ ... عَنْ ذِي المَحَلِ المُشمَعِلِّ العَالِ

وعَلَيه أَفسدَتْ الرَّعَايَا كُلَّهَا ... فالملكُ والسلطانُ في اضْمِحْلالِ

ورَمَتْهُ في الأَسرِ الطويلِ مُتَبَّلاً ... بِيَدِ الهَلاكِ يُجَرُ بِالأَغْلالِ

* * *

* ...

* * *

وإذَا عَلِمْتَ بأَنَّ هَذا كُلَّهُ ... في الخَاطر النَّفْسيِّ ذِي الإِضلالِ

فَخَواطِرُ الإِيْمانِ في قَلْبِ الفَتَى ... لِلْخَيْر أَصْلٌ لَيْسَ ذَا إِشْكَالِ

فَمَتَى بَذَرْتَ خَواطِرَ الإِيْمانِ في ... أَرْضِ القُلوبِ بِغَيْرِ ما إِهْمَالِ

مِنْ خَشْيِةٍ وَمَحبَّةٍ وَإِنَابَةٍ ... وَكَذَا رَجَاءِ ثَوَابِ ذِي الإِفْضَالِ

وكذَلكَ التَّصديقُ بِالوَعْدِ الذِي ... تَرْجُوْهُ مِنْه بِصَالِحِ الأَعْمَالِ

<<  <  ج: ص:  >  >>