للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَسَقَيْتَها مُتَكَرِّرًا مُتَعَاهِدًا ... وَحَفِظْتَهَا بِالحِفْظِ والإِكْمَالِ

فهناكَ تُثْمرُ كُلَّ فِعْلٍ طيِّبٍ ... مِنْ صَالِحَاتِ القولِ وَالأَفْعَالِ

وَهُنَاكَ تملأُ قَلْبَه الخَيراتُ والـ ... ـطَّاعَاتُ لِلْمَعْبُودِ ذِي الإِجْلاَلِ

وَهُنَاكَ السُلْطانُ في سُلْطَانِهِ ... قَدْ يَسْتَقرُّ بِأَكْمَلِ الأَحْوالِ

وكَذَا رَعِيَّتُهُ اسْتِقَامَةُ رَغْبَةٍ ... بَعْدَ اسْتَقَامَتِه مِنَ الإِضلالِ

* * *

واعْلَمْ بأنْ لا بُدَّ مِنْ شَرْطَيْن لا ... تَغْتَرَّ بِالإِغفالِ وَالإِهمالِ

أَنْ لا تَكُونَ لِوَاجبٍ أَوْ سُنَّةٍ ... بِالتَّركِ ذُوْ عَجْزٍ وَذُوْ إِغْفَالِ ...

أوْ تَجْعَل الأَضَّدادَ مَوْضِعَ خَشْيَةِ ... الرَّحمنِ مِنْ حُبٍّ ومِنْ إِجْلالِ

* * *

هَذَا وثَانِي ذَيْنِكَ الشَّيئَينِ إِنْ ... رُمْتَ المقالَ فَخُذْهُ بالإِجمالِ

صِدْقُ التَّأهُّبِ للقَاءِ فإنَّه ... مِنْ أَبْلَغِ الأَسْبَابِ وَالأَعْمالِ

فَمَتَى اسْتَعدَّ وكَانَ هَذَا شَأْنَه ... والشأْنُ كُلُّ الشأْنِ في الإِقبالِ

انْحَلَّتْ الدُّنيا جَمِيْعًا وانْجَلَتْ ... عَنْ قَلْبه فاشْتَاقَ لِلْتَّرْحَالِ

وهُنَاكَ يُخْبِتُ قَلبُه للهِ جَلَّ ... اللهُ عن ندٍ وعَنْ أمْثَالِ

وغَدَا بِهِمَّتِهِ مُنِيْبًا عَاكِفًا ... بِالقَولِ وَالأَعْمالِ والأَحْوالِ

وهُنَاكَ يُحدثُ هِمَّةً أُخرى بِها ... يَرْجُو الفلاحَ بِموقِفِ الأَهْوالِ

فَتَكُونُ نِسْبَةُ قَلْبِه فِيها إلى الـ ... أُخْرَى كَهَاذِي الدَّارِ بِالأَطفالِ

أَوَ لَيْسَ بَطْنُ الأُم كَانَ حجَابَهَا ... لِلْجِسْمِ في الدُّنيا بلا إِشكالِ

فَكَذَا حِجَابُ القلبِ كَانَ هُوَ الهَوى ... والنَّفْسُ مِنْ أَحراه بالإِضلالِ

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>