للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ترَى كَلَّ مَا تَهوىَ ففِي القَومِ مؤْمِنٌ ... وَأكثرُهُم قَدْ كذّبُوهُ وخَابُوا

وجَنَّاتِ عَدْن حُورَهُا ونَعِيمَهَا ... ونَارًا بِهَا لِلْمُشْرِكِينَ عَذَابُ

فتِلكَ لأرْبابِ التُّقَاءِ وهذِهِ ... لِكّلِّ شقيٍّ قدْ حواهَ عِقابَ

فإنْ تُرِدِ الوَعْظَ الذِي إنْ عَقَلْتَهُ ... فإنَّ دُمُوعَ العَينِ عَنْهُ جَوَابُ

تجَدْهُ ومَا تَهْوَاهُ مِن كُلِّ مَشْرَبٍ ... فلِلرُّوحِ مِنْهُ مَطْعَمٌ وشَرَابُ

وإنْ رُمْتَ أبْرَزَ الأدلةِ في الذي ... تُرِيدُ فَمَا تَدْعُوا إليهِ تُجَابُ

تَدلُ عَلىَ التَّوحِيدِ فِيه قَوَاطِعٌ ... بِهِا قُطِّعَتْ لِلْمُلْحِدِينَ رِقَابُ

وما مَطْلَبٌ إِلاَّ وفِيهِ دَلِيلُهُ ... وَلَيسَ عَليه لِلذَّكِي حِجَابُ ...

وفيه الدَّوَا مِن كُلِّ دَاءٍ فِثِقْ بِهِ ... فَوَاللهِ ما عَنْهُ يَنُوبُ كِتَابُ

وفي رُقْيَةِ الصَّحْبِ الدّيغِ قَضَّيةٌ ... وقَرَّرَهَا المُخْتَارُ حِينَ أصَابُوا

ولَكِنَّ سُكَّانَ البَسِيطةِ أَصْبَحُوا ... كَأَنَّهمُ عَمَّا حَوَاهُ غِضَابُ

فلا يَطْلُبُونَ الحقَّ مِنْهُ وإنَّمَا ... يَقُولُونَ مْن يَتُلُوهُ فَهْوَ مُثابُ

وإنْ جَاءَهُم فِيه الدلِيلُ مُوَافِقًا ... لِمَا كَانَ للآباء إلِيهِ ذَهَابُ

رَضَوهُ وإلاَّ قِيلَ هَذَا مُؤَوَّلٌ ... ويُرْكَبُ في التأويلِ فِيه صِعَابُ

تَرَاهُ أَسِيرًا كُلُّ حَبْرٍ يَقُودُهُ ... إلى مَذْهَبٍ قَدْ قَرَّرَتْهُ صِحَابُ

أَتُعْرِضُ عَنْهُ عَن رِيَاضٍ أَرِيضَةٍ ... وَيعْتَاضُ جَهْلاً بالرياضِ هِضَابُ

يُرِيكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا وغَيرُهُ ... مَفَاوِزَ جَهْلٍ كُلَّهُا وشِعَابُ

يَزيدُ عَلىَ مَرِّ الجَدِيدَينِ جِدَّةً ... فَألفَاظُهُ مَهْمَا تَلوتَ عِذابُ

وآياتُهُ في كُلِّ حِينٍ طَرِيَّةٌ ... وتَبْلُغُ أَقْصَى العُمْرِ وهيَ كِعَابُ

وفِيهِ هُدًى لِلْعَالِمينَ وَرَحْمَةٌ ... وفيه عُلَومٌ جَمّةَ وثوابُ

فَكُلُ كَلامٍ غيرُهُ القِشْرُ لاَ سِوَى ... وذا كُلَّهُ عِنْدَ اللَّبِيبِ لُبَابُ

دَعُوا كُلَّ قَولٍ غَيرَهُ ما سِوَى الذِي ... أَتَى عَن رَسُولِ الله فَهْوَ صَوَابُ

<<  <  ج: ص:  >  >>