للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَلِلْكَلامِ باطِنٌ وَظاهِرُ ... في سَاعَةِ الْعَدْلٍ يَمُوتُ الْفاجِرُ

عَلِمْتَ يا مُجاشِعُ بنُ مَسْعَدَهْ ... أنّ الشَّبابَ والْفَراغَ والْجِدَهْ

مَفْسَدَةٌ لِلْمَرْءِ أَيُّ مَفْسَدَهْ

يا لِلشَّبابِ الْمَرِحِ التَّصابي ... رَوائِحُ الْجَنَّةِ في الشَّبابِ

لَيْسَ عَلى ذِي النُّصْحِ إِلا الْجَهْدُ ... الَشَّيْبُ زَرْعٌ حَانَ مِنْهُ الْحَصْدُ

الْغَدْرُ نَحْسٌ والْوَفاءُ سَعْدُ

هِيَ الْمَقاديرُ فَلُمنِي أَوْ فَذَرْ ... تَجْري الْمَقاديرُ عَلى غَرْزِ الإِبَرْ

إِنْ كُنْتُ أَخْطَأْتُ فَما أَخْطَا الْقَدَرْ ...

إنَّ الْفَسادَ بَعْدَهُ الصَّلاحُ ... يا رُبَّ جِدٍّ جَرّهُ الْمزِاحُ

ما تَطْلُعُ الشَّمْسُ وَلا تَغِيبُ ... إلاَّ لأَمْرٍ شَأْنُهُ عَجِيْبُ

لِكُلِّ شَيْءٍ مَعْدِنٌ وَجَوْهَرُ ... وأَوْسَطٌ وأَصْغَرٌ وأَكْبَرُ

وكُلُّ شَيْءٍ لاحِقٌ بِجَوْهَرِهْ ... أَصْغَرُهُ مُتَّصِلٌ بأَكْبَرِه

مَنْ لَكَ بالْمَحْضِ وَكُلٌّ مُمْتَزِجْ ... وَسَاوِسٌ في الصَّدْرِ مِنْكَ تَعْتَلِجْ

مَنْ لَكِ بالْمَحْضِ وَلَيْسَ مَحْضُ ... يَخْبُثُ بَعْضٌ وَيَطِيْبُ بَعْضُ

لِكُلِّ إِنْسانٍ طَبيعَتانِ ... خَيْرٌ وَشَرٌّ وَهُمَا ضِدّانِ

إنَّكَ لَوْ تَسْتَنْشِقُ الشَّحِيْحَا ... وَجَدْتَهُ أَخْبَثَ شَيْءٍ رِيْحَا

عَجِبْتُ لَمّا ضَبَّني السُّكَّوتُ ... حَتَّى كَأَنِّي حائِرٌ مَبْهُوتُ

كَذا قَضى اللهُ فَكَيْفَ أَصْنَعُ ... والصَّمْتُ إنْ ضَاقَ الْكَلامُ أَوْسَعُ

نَعوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطانِ ... ما أَوْلَعَ الشَّيْطانَ بالإِنْسانِ

خَيْرُ الأُمورِ خَيْرُها عَواقِبا ... مَنْ يُرِدِ اللهُ يَجِدْ مَذاهِبا

الْجُودُ مِمَّا يُثْبِتُ الْمَحَبَّهْ ... وَالْبُخْلُ مِمَّا يُثْبِتُ الْمَسَبَّهْ

لِكُلِّ شَيْءٍ أَجَلٌ مَكْتُوبُ ... وطَالِبُ الرِّزْقِ بِهِ مَطْلُوبُ

<<  <  ج: ص:  >  >>