للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لِكُلِّ شَيْءٍ سَبَبٌ وعاقِبَهْ ... وكُلُّها آتِيَةٌ وَذاهِبَهْ

يا عَجَبًا مِمَّنْ يُحِبُّ الدُّنْيا ... وَلَيْسَ لِلدُّنْيا عَلَيْهِ بُقْيَا

الصِّدْقُ والْبِرُّ هُمَا الْوِقَاءُ ... يَوْمَ تَقومُ الأَرْضُ والسَّماءُ

وكُلُّ قَرْنٍ فَلَهُ زَمانُ ... ولَمْ يَدُمْ مُلْكٌ ولا سُلْطانُ

ما أَسْرَعَ الْمَوْتَ وإنْ طَالَ الْعُمُرْ ... ورُبَّما كانَ قَليلاً فَكَثُرْ

مَسَرَّةُ الدُّنْيا إِلى تَنْغِيْصِ ... ورُبَّما أَكْدَتْ يَدُ الْحَرِيْصِ

ما هِيَ إلاَّ دُوَل بَعْدَ دُوَلْ ... تَجْرِي بِأَسْبابٍ تَأَتَّى وَعِلَلْ

ما قَلَبَ الْقَلْبَ كَتَقْلبيبِ الأَمَلْ ... لِلْقَلْبِ والآمالِ حَلٌّ ورَحَلْ

وكُلُّ خَيْرٍ تَبَعٌ لِلْعَقْلِ ... وكُلُّ شَرٍّ تَبَعٌ لِلْجَهْلِ

لِكُلِّ نَفْسٍ هِمَمٌ ونَجْوى ... لا كَرَمٌ يُعْرَفَ إلاّ التَّقْوَى

لِيَجْهَدِ الْمَرْءُ فَما يَعْدُو الْقَدَرْ ... وَرُبَّما قادَ إِلى الْحَيْنِ الْحَذَرْ

ما صاحِبُ الدُّنْيا بِمُسْتَرِيحِ ... والدَّاءُ دَاءُ النَّهِمِ الشَّحِيْحِ

لَمْ نَرَ شَيْئًا يَعْدِلُ الَّسلامَهْ ... لا خَيْرَ فيما يُعْقِبُ النَّدامَهْ ...

بِحَسْبِكَ اللهُ فَما يَقْضي يَكُنْ ... وما يُهَوِّنْهُ مِنَ الأَمْرِ يَهُنْ

كَمْ مِنْ نقيِّ الثّوْبِ ذِي قَلْبٍ دَنِسْ ... فَالْمُوحِشُ الْباطِل والْحَقّ أَنَسْ

تَحَرَّ فيما تَطْلُبُ الْبَلاغَا ... واغْتَنِم الصِّحَةَ والْفَرَاغا

الْمَرْءُ يَبْغي كُلَّ مَنْ يَبْغِيْهِ ... وكُلُّ ذِي رِزْقٍ سَيَسْتَوْفِيهِ

في كُلِّ شَيْءٍ عَجَبٌ مِنَ الْعَجَبْ ... وكُل شَيْءٍ فَبِوَقْتٍ وَسَبَبْ

الْحَقُّ ما كانَ أَحَقَّ ما اتُّبِعْ ... ورُبَّما لَجَّ لَجُوجٌ فَرَجَعْ

الأَمْرُ قَدْ يَحْدُثُ بَعْدَ الأَمْرِ ... كُلُّ امْرِئٍ يَجْرِي ولَيْسَ يَدْرِي

دُنْيايَ يا دُنْيايَ غُرِّي غَيْرِي ... إنِّي مِنَ الله بِكُلِّ خَيْرِ

لِكُلِّ نَفْسٍ صِبْغَةٌ وَشِيْمَهْ ... وَلَنْ تَرى إلاَّ لذِي عَزيمَهْ

<<  <  ج: ص:  >  >>