للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والثاني: أنهم يطعنون على أصحاب الحديث بعدهم، وقد صرح هذا الرجل المعترض بدامغه هذا، فقال: أصحاب الحديث حمال أسفار أو أسمار (١).

وهم الواسطة بيننا وبين نبينا ولم يتصل (٢) إلينا القرآن الذي هو أصل السنة إلا منهم.

والثالث: أن السنة فرع للقرآن لأن نبوة النبي - صلى الله عليه وسلم- إنما ثبتت بثبوت معجزته ولا معجزة له فينا باقية إلى يوم القيامة إلا القرآن الذي هو كلام الله القديم (٣).


(١) انظر: الدامغ الباطل ورقة ٢١/أ ولعل مراده بـ (الأسمار) القصص التي يسمر بها وهي في الغالب من نسج خيال القصاص.
(٢) في الأصل غير ظاهرة، وفي - ب - لم يكتبها، ولعلها كما ثبت.
(٣) إن كان المراد بـ القديم صفة لله جل وعلا فإن ذلك باطل وهي من أساليب أهل الكلام ولم يرد ذلك من أسماء الله وصفاته وإنما ورد تسميته جل وعلا (الأول) في قوله تعالى: {هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ}.
وإن كان مراده وصف القرآن بالقدم أي الأزلية فليس هذا من قول السلف في القرآن وإنما يقول السلف (قرآن كلام الله غير مخلوق) وعندهم أن صفة الكلام لله عزوجل قديمة النوع حادثة الأفراد وسيأتي مزيد إيضاح لذلك عند كلام المصنف على الكلام والقرآن. انظر: فصل رقم ٩٦ من هذا.

<<  <  ج: ص:  >  >>