للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الضحاك (١): ليس شيء من خلق الله إلا هو يطيعه في التسبيح والسجود والحياة والموت والنشور وإن كانوا عاصين له فيما سوى ذلك من العبادة (٢).

وتأويل الآية أنه إذا قدر على خلقه في الابتداء في بطن أمه نطفة ثم علقة ثم مضغة بغير مثال سبق فهو على إعادة خلقه أقدر ثم قال: {وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ}، والهين السهل الذي لا مشقة فيه من العمل.

وقد اختلف الناس في الهاء وهي الضمير في عليه فقال قوم: الهاء عائد على الله أي هين عليه الابتداء والرجوع، قال مجاهد (٣): {وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ} قال: "خلق الإنسان في الابتداء نطفة ثم علقة ثم مضغة فإذا أعاده فإنما يقول له كن فيكون" (٤).


(١) الضحاك بن مزاحم أبو محمد الهلالي الخرساني صاحب التفسير كان من أوعية العلم وليس بالمجود لحديثه وهو صدوق في نفسه توفي سنة (١٠٢ هـ). السير ٤/ ٥٩٨، البداية والنهاية ٩/ ٢٤٩.
(٢) لم أقف على من ذكر هذا عن الضحاك وإنما ذكر نحوه ابن جرير عن ابن عباس- رضي الله عنه - ولم يرد فيه قوله في التسبيح والسجود. انظر: تفسير ابن جرير ٢١/ ٣٥.
(٣) الإمام أبو الحجاج مجاهد بن جبر المخزومي مولاهم المكي المقرئ المفسر الحافظ قال قتادة أعلم من بقي بالتفسير مجاهد، توفي سنة (١٠٣ هـ). تذكرة الحفاظ ١/ ٩٢، السير ٤/ ٤٤٩.
(٤) لم أقف على هذا القول عن مجاهد بهذا اللفظ وإنما ذكر ابن جرير بإسناده عنه قال: "الإعادة أهون عليه من البداءة، والبداءة عليه هين". تفسير ابن جرير ٢١/ ٣٦، الدر المنثور ٦/ ٤٩١.
ثم إن هذا القول الذي ذكره العمراني لا يتفق مع القول المسند إلى مجاهد لأن معنى أهون في الأثر الذي ذكره العمراني والذي ذكره ابن جرير عن مجاهد هو أن إعادة الميت بالنسبة لله عزوجل أهون من ابتداء خلقه.
والقول بأن الهاء في (عليه) عائدة على الله بهذا بمعنى هين عليه الابتداء والرجوع على ما ذكر العمراني هو قول الربيع بن خيثم والحسن ورواية عن ابن عباس رضي الله عنه. انظر: تفسير ابن جرير ٢١/ ٣٦، تفسير القرطبي ١٤/ ٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>