للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشرك خير له من أن يلقاه بشيء من الكلام" (١) وسئل الشافعي - رحمه الله - عن شيء من الكلام فغضب وقال: "سل عن هذا حفص الفرد (٢) وأصحابه لعنهم الله" (٣).

ودخل حفص الفرد على الشافعي - رحمه الله - وهو مريض فقال حفص: من أنا؟ وكان من المتكلمين فقال: "حفص لا حفظك الله ولا رعاك حتى تتوب مما أنت عليه" (٤).

وقال الشافعي: "حكمي في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد ويطاف بهم في العشائر والقبائل ويقال: هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة إلى الكلام" (٥).

وقال أحمد بن حنبل (٦): "لا يفلح صاحب الكلام أبداً ولا يكاد أحد نظر في الكلام إلا وفي قلبه دغل" (٧). وقال أحمد: "علماء الكلام زنادقة" (٨).


(١) أخرجه أبو نعيم في الحلية ٩/ ١١١، واللالكائي في السنة ١/ ١٤٦.
(٢) حفص الفرد أبو عمرو من أهل مصر قدم البصرة وناظر أبا الهذيل قال عنه ابن النديم كان معتزلياً ثم قال بخلق الأفعال، وذكر عنه أبو الحسن الأشعري أنه تابع ضرار بن عمرو وهو من المعتزلة إلا أنه يقول بخلق أفعال العباد. انظر: الفهرست لابن النديم ص ٢٥٥، مقالات الإسلاميين ١/ ٣٤٠.
(٣) أخرجه أبو نعيم في الحلية ٩/ ١١١.
(٤) أخرجه البيهقي في مناقب الشافعي ١/ ٤٧٠.
(٥) أخرجه أبو نعيم في الحلية ٩/ ١١٦، والخطيب في شرف أصحاب الحديث ص ٧٨، وابن حجر في توالي التأسيس ص ١١١.
(٦) أحمد ابن محمد بن حنبل الشيباني إمام أهل السنة ولد سنة (١٦٤ هـ) وتوفي - رحمه الله - يوم الجمعة ربيع الأول سنة (٢٤١ هـ). انظر ترجمته في تذكرة الحفاظ ١/ ٤٣١، السير ١١/ ١٧٧.
(٧) أخرج هذا عنه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله ٢/ ٩٥.
(٨) ذكره عنه الغزالي في الإحياء ١/ ١٠١.

<<  <  ج: ص:  >  >>