للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أبو يوسف (١): "من طلب العلم بالكلام تزندق" (٢).

وقال الحسن البصري: "لا تجالس أهل الأهواء ولا تجادلوهم ولا تسمعوا منهم" (٣).

وروي أن رجلاً (٤) كان يتهم بالإرجاء فقال لمالك (٥): "يا أبا عبد الله اسمع شيئا مني، أكلمك به وأحاجك قال مالك: فإن غلبتني قال: تتبعني، قال مالك: فإن جاءنا آخر فغلبني وإياك، قال: تبعناه، فقال مالك: بعث الله محمداً - صلى الله عليه وسلم- بدين واحد وأراك تنتقل من دين إلى دين" (٦).

قال الغزالي (٧) - رحمه الله - وهو ممن عرف الكلام وخبره: "ما يشوشه الكلام في الدين والجدل أكثر مما يمهده وما يفسده أكثر مما يصلحه، وتقوية المعرفة بالكلام يضاهي ضرب الشجر بالمرقة من الحديد رجاء تقويتها، فقس عقيدة أهل الصلاح والتقى من عوام الناس بعقيدة المتكلمين، فترى اعتقاد العامي في الثبات كالطود الشامخ لا يحركه شيء، وعقيدة المتكلم الحارس


(١) هو القاضي أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم بن حبيب بن سعد بن بحير الأنصاري الكوفي صاحب أبي حنيفة. قال الذهبي: "الإمام المجتهد العلامة المحدث"، توفي سنة (١٨٢ هـ). انظر ترجمته في: سير أعلام النبلاء ٨/ ٥٣٥، والبداية والنهاية ١٠/ ٢٠٥.
(٢) أخرجه عنه ابن عساكر في تبيين كذب المفترى ص ٣٣٣، والخطيب في شرف أصحاب الحديث ص ٥، وابن بطة في الإبانة ٢/ ٥٣٨.
(٣) أخرجه الدارمي في سننه في المقدمة (ب. اجتناب أهل الهوى) ١/ ١١٠، واللالكائي في السنة ١/ ٣٣.
(٤) ذكر الآجري في الشريعة أن هذا الرجل يقال له: (أبو الحوريه).
(٥) مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر الأصبحي أبو عبد الله المدني الفقيه إمام دار الهجرة توفي سنة (١٧٩ هـ). التقريب ص ٣٢٦.
(٦) أخرجه الآجري في الشريعة ص ٥١، وزاد فيه: قال عمر بن عبد العزيز من جعل دينه غرضا للخصومات أكثر التنقل.
(٧) الغزالي هو محمد بن محمد الطوسي أبو حامد الغزالي الشافعي قال الذهبي: صاحب التصانيف والذكاء المفرط، وقال: "وأدخله سيلان ذهنه في مضايق الكلام ومزال الأقدام"، توفي سنة (٥٠٥ هـ) في طوس. سير أعلام النبلاء ١٩/ ٣٤٣، البداية والنهاية ١٢/ ١٨٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>