أما الاستدلال بالقلة على أنهم أهل حق فهذا باطل لأن لكل طائفة قليلة أن تدعي ذلك لنفسها. أما كون الذين آمنوا وعملوا الصالحات هم الأقل فهذا ظاهر بالنسبة إلى غيرهم وهم في واقعهم ليسوا قليلاً، ولكنهم إذا قيسوا بغيرهم صاروا قليلاً لأنهم النخبة الممتازة والفئة الصالحة، ومعلوم أن الدين فيه إحسان وإيمان وإسلام والناس في مقابل ذلك محسنون ومؤمنون ومسلمون. ولا شك أن المحسنين أقل من المؤمنين، لأن شروط الإحسان أعلى من شروط الإيمان، وأن المؤمنين أقل من المسلمين لأن شروط الإيمان أعلى من شروط الإسلام، لأن وصف الإسلام يطلق على كل من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وأقام الصلاة وآتى الزكاة وهذا كثير في هذه الأمة والمسلمون بالنسبة لغيرهم قليل كما تقدم بيانه من قول الله عزوجل وقول رسوله - صلى الله عليه وسلم-، والله أعلم.