فعلى هذا يكون تاويس وتاويل ومنسك ثلاث قبائل غير يأجوج ومأجوج لهم أيضاً عدد لا يعلمه إلا الله، وقد ورد في حديث ابن مسعود "أن من ورائهم أمما ثلاثاً منسك وتاويل وتاويس لا يعلم عددهم إلا الله" وهذا يخالف ما ذكره المصنف - رحمه الله - من قوله "ناسك ومنسك"، لأن ذلك روي على الشك من قول شعبة، والأرجح هو منسك لأن الروايات الأخرى لم تذكر إلا منسك. (٢) إن كون أهل الحق والإيمان أقل من أهل الباطل والكفر عدداً معلوم من الشرع والواقع، قال الله عزوجل: {وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ} الروم آية (٨). {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّه} الأنعام آية (١١٦). {قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلاّ قَلِيلاً} (الإسراء آية (٦٢). فهذه الآيات وغيرها كثير يدل على أن أهل الباطل والكفر أكثر بكثير من أهل الحق والإيمان. وهذه الأمة لا شك أن أهل الخير والصلاح والإيمان فيها كثير، إلا أن أهل الباطل والفسق فيها أكثر ولو غلب أهل الخير والصلاح أهل الفسق عدداً لتغير حال الأمة، وقول الله جل وعلا: {وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} دليل على هذا فإن هذا وصف أهل الصلاح والخير ومقام الشكر من أعلى المقامات، ولا =