(٢) الأولى في هذا أن يقال: إن هذا مثال مع الفارق لأن الألوان والصور هي من خلق الله وليست كسباً للعباد وقد قال الله عزوجل: {هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ} آل عمران آية (٦)، فالتصوير فعل الله عزوجل وخلقه وله فيه المشيئة المطلقة وليس للإنسان في ذلك أي كسب، وهذا بخلاف أفعال العباد فإنها خلق لله وكسب للعباد. (٣) قول المصنف هنا "والولد المخلوق من الجماع لما لما يكن كسباً لنا ولم يقدرنا الله عليه … " يرده قول النبي - صلى الله عليه وسلم- من حديث عائشة - رضي الله عنها-: "إن أطيب ما أكلتم من كسبكم وإن أولادكم من كسبكم" اخرجه ت. كتاب الأحاكم ٣/ ٦٣٩، د. كتاب البيوع ٢/ ١٠٨، حم ٦/ ٤١، وقال الترمذي: "حديث حسن صحيح". فجعل النبي - صلى الله عليه وسلم- الولد من كسب أبيه، لأن الأب هو الذي تزوج ثم جامع فإذا ارتفعت الموانع حصلت النتيجة بإذن الله وهي الولد، وهو في هذا مثل التجارة والزراعة فإن الإنسان يتخذ الأسباب ويجتهد في ذلك وقد تربح التجارة وقد تخسر وقد يظهر الزرع وقد لا يظهر، فربح التجارة وظهور=