للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

...............................


= الزرع من كسب التاجر والزارع وهو بإذن الله، أما إذا لم تربح التجارة ولم يظهر الزرع فذلك لأن الله لم يرد ذلك حيث صارت هناك موانع منعت من حصول النتائج المرجوة لأن تحقيق النتائج المرجوة من الأعمال بيد الله عزوجل ومشيئته، وقد جعل الله لكل شيء سبباً وقول المصنف (إن الفقير قد يعزل كراهة الولد فيكون منه الولد وأن ذلك واقع بغير إرادتنا) غير صحيح، لأن هذا واقع بكسبنا وعملنا حيث فعلت الأسباب ولو لم تفعل الأسباب لم يأت الولد، إلا أن تحقيق النتائج المرجوة من العمل هي بيد الله عزوجل وإرادته القاهرة لكل شيء لهذا لما سئل النبي - صلى الله عليه وسلم- عن العزل قال: "لا عليكم ألا تفعلوا ما كتب الله خلق نسمة هي كائنة إلى يوم القيامة إلا ستكون". أخرجه م. كتاب المكاح ٢/ ١٠٦١ من حديث أبي سعيد وعنه أيضاً مرفوعاً: "ما من كل الماء يكون الولد، وإذا أراد الله خلق شيء لم يمنعه شيء" م. ٢/ ١٠٦٤، فهذا يدل على أن الله عزوجل إذا أراد أمراً هيأ له أسبابه والحمل بالولد لا يكون إلا بعمل وتهيئة أسباب وهي من قبل العبد.

<<  <  ج: ص:  >  >>