للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في آخر الآية: {وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ … } خاص في الرجعيات.

والجواب الثاني: أنه يحتمل أن المراد بقوله: {أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاء} هم الكفار، المخاطبون فخاطبهم في (١) أول الآية خطاب المواجهة وأخبر عنهم في هذا بلفظ الإخبار عن الغائب، وهذا كقوله تعالى: {حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ} (٢). فإنما أخبر عنهم بأنهم أموات لقلة انتفاعهم بما جاءهم به البني - صلى الله عليه وسلم- وهذا كما قال الله تعالى: {إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ} (٣) وأراد به الكفار، وكقوله: {وَمَا يَسْتَوِي الأحْيَاءُ وَلا الأَمْوَاتُ} (٤)، ويدل على أن المراد بهذا الكفار قوله تعالى: {أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ} وهذا الوصف راجع إلى الكفار لأنهم هم الذين لا يشعرون أيان يبعثون (٥).


(١) في - ح - (في أن أول) وأن هنا زائدة لا معنى لها هنا.
(٢) يونس آية (٢٢).
(٣) النمل آية (٨٠).
(٤) فاطر آية (٢٢) وقد كتبت الآية في النسختين (ولا يستوي … ) وهو خطأ.
(٥) ذكر ابن جرير والقرطبي والشوكاني في المراد بقوله تعالى: {أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ} قولين: القول الأول: إن المراد بها الأصنام وعبر الله عنها بعبارة ما يعقل في قوله: {وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ} لاعتقاد المشركين فيها أنها تعقل وتعلم وتشفع لهم فجرى خطابهم على ذلك.
وقيل: المراد به الكفار وأن الكلام مستأنف من عند قوله: {أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ … } انظر: تفسير ابن جرير ١٤/ ٩٣، تفسير القرطبي ١٠/ ٩٤، فتح القدير ٣/ ١٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>