للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا قادرة مع أنها مساوية لذات الباري في القدم (١)، فلا يمكنهم أن يقولوا بأنه واحد، وقد قال تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} (٢) وقال: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ} (٣).

والوجه الثاني: أن تقدير (٤) تمانعهما لو كان اثنين قادرين مبني على ما يعقل بالشاهد من تمانع القادرين، فيتوصل بذلك إلى نفي ثان للقديم، وقد سدوا على أنفسهم هذا الباب بقولهم ليس في الشاهد قادر يحدث الأفعال ويتمكن من غلبه سواه أو مساويه (٥). يحقق هذا أن الطريق الذي به يعلم أن الواحد منا قادر هو (٦) صحة الأفعال منه ووجوده من جهته وعندهم أنه لا


(١) لما زعم المعتزلي أن إثبات الصفات معناه إثبات ذوات مستقلة استنكر علينا أننا لا نصف هذه الصفات بصفات تجعلها مساوية للباري جل وعلا، وهذا من خبط المعتزلة وانحرافهم، فإن الصفة لازمة لذات وليست مساوية لها ولا استقلال لها دون الذات، فعليه أن يثبت أن الصفات ذوات مستقلة وأنى له ذلك.
(٢) الإخلاص آية (١).
(٣) البقرة آية (١٦٣).
(٤) في - ح- (تقدم).
(٥) في الدامغ الباطل ورقة ٥٣/ب (أو مساواته).
(٦) (هو) ليست في - ح-.

<<  <  ج: ص:  >  >>