(٢) البروج آية (١٦). (٣) هكذا في النسختين. (٤) في الدامغ الباطل ورقة (٥٣/ب) (ذوات) بدل كلمة صفات. (٥) ما ذكره المخالف هنا هو من أصول قولهم في إنكار صفات الباري جل وعلا، حيث زعموا أن اتصافه بالصفات يلزم منه إثبات التعدد، لهذا نفوا عنه جل وعلا سائر الصفات وسموا لذلك أنفسهم أهل التوحيد، ومرادهم بذلك أنهم هم الذين حققوا وصف الله بالواحد بنفي الصفات، وهذا انحراف عن الحق فإثبات الصفات لا يلزم منه تعدد الذوات، بل هي ذات واحدة لها صفات الكمال المطلق التي هي من لوازم الذات الكاملة العلية، وهذا أمر في الشاهد دليله، ولله المثل الأعلى فالإنسان موصوف بالصفات ولا أحد يقول إن هذه الصفات ذوات مستقلة لها استقلال الذوات بل هي من لوازم الذات، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تخلو ذات عن الصفات، فلا بد إذا كانت موجودة أن تمون موصوفة ولو بصفة الوجود فقط لهذا لا مفر للمعتزلة ولا غيرهم من أن يثبتوا ذاتا موصوفة بالصفات، وهم أثبتوا كما هو ظاهر هنا صفة الوجود الأزلي وهو ما يعبرون عنه بالقديم وهذه صفة للذات وليست هي الذات، وقد وصف الله جل وعلا نفسه بالصفات في كتابه ووصفه النبي صلى الله عليه وسلم بالصفات الكاملة فلا يسع أحدا أن ينكر ذلك إلا من التبس عليه الحق وتنكب الصراط المستقيم. انظر: ما تقدم ص ١٧٣ وما بعدها فقد تقدم النقل عن عبد الجبار المعتزلي في قولهم في نفي الصفات ورد المصنف عليهم.