للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروي أن عمر - رضي الله عنه - قال يا رسول الله: العمل في شيء نأتنفه أو في شيء قد فرغ منه، فقال: "بل في شيء قد فرغ منه"، فقال: ففيم العمل؟، قال: "يا عمر لا يدرك ذلك إلا بالعمل"، قال: إذاً نجتهد" (١).

وروى عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "خلق الله الخلق في ظلمة وألقى عليهم من نوره فمن أصابه من ذلك النور اهتدى ومن أخطأ ضل"، قال عبد الله بن عمرو: فلذلك أقول جف القلم بما هو كائن (٢).

وهذه الأخبار في الصحاح (٣) مروية عن الثقات وهي موافقة لهذه الآيات التي ذكرها، وأما قول المخالف: إنهم لم يدخلوا النار إلا بعملهم فقد مضى الجواب عنه في مواضعه فلا معنى لإعادته (٤).


(١) أخرجه بهذا اللفظ الآجري في الشريعة ص ١٧٠، وابن أبي عاصم في السنة ١/ ٧٢ من حديث أبي هريرة عن عمر - رضي الله عنه -. قال الألباني في التعليق علي كتاب السنة: "حديث صحيح ورجاله ثقات رجال الشيخين غير هشام بن عمار فهو من رجال البخاري وحده مع ذلك ففيه كلام ولكنه لا بأس به في الشواهد". انتهى.
وأخرج نحوه من حديث عمر - ت. كتاب القدر (ب. ما جاء في الشقاء والسعادة ٤/ ٤٤٥ وقال: "في الباب عن علي وحذيفة بن أسيد وأنس وعمران بن الحصين وهذا حديث حسن صحيح"، حم. ١/ ٢٩، واللالكائي في السنة ٤/ ٦٠٠، والبزار. انظر: كشف الأستار ١/ ١٩.
(٢) أخرجه ت. كتاب الإيمان ب. ما جاء في افتراق هذه الأمة ٥/ ٥٦، وقال: "حديث حسن"، حم. ١٧٢ - ١٩٧ والحاكم في المستدرك كتاب الإيمان ١/ ٣١، وقال: "حديث صحيح قد تداوله الأئمة وقد احتجا بجميع رواته ثم لم يخرجاه ولا أعلم له علة"، ووافقه الذهبي، وأخرجه الآجري في الشريعة ص ١٧٥، واللالكائي في السنة ٤/ ٦٠٤، والبزار كشف الأستار ٣/ ٢١، وقال الألباني في حاشية المشكاة: "إسناده صحيح" ١/ ٣٧.
(٣) تقدمت الإشارة إلى أن هذا القول من المصنف فيه تجوزن لأن الصحاح في عرف العلماء هي صحيح البخاري ومسلم.
(٤) انظر: ص ١٩١.

<<  <  ج: ص:  >  >>