للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يعيدهم يوم القيامة كما بدأهم مؤمن وكافر" (١).

وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله تعالى: {أَوَمَنْ (٢) كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ} (٣) "يعني من كان كافراً ضالاً فهديناه، و {وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ} يعني بالنور القرآن من صدق به وعمل به، {كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَات} يعني الكفر والضلال" (٤).

وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله تعالى: {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ} (٥)، قال: "إذا جاء القدر خلوا عنه" (٦).

وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله تعالى: {وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلاّ مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ} (٧)، قال: "فرقين فريق رحم فلا يختلف وفريق لا يرحم مختلف فمنهم شقي وسعيد" (٨).

قال مالك في قوله تعالى: {وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلاّ مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ} قال: "ليكون فريق في الجنة وفريق في النار" (٩).


(١) أخرجه عنه اللالكائي في السنة ٣/ ٥٤٧، والطبري في تفسيره ٨/ ١٥٦.
(٢) في كلا النسختين والمطبوع من كتاب شرح السنة للالكائي (أفمن) وهو خطأ.
(٣) الأنعام آية (١٢٢).
(٤) أخرجه اللالكائي في السنة ٣/ ٥٤٧، والطبري في تفسيره ١٣/ ١١٥.
(٥) الرعد آية (١١).
(٦) أخرجه اللالكائي في السنة ٣/ ٥٤٨، والطبري في تفسيره ١٣/ ١١٥.
(٧) هود آية (١١٨ - ١١٩).
(٨) أخرجه اللالكائي في السنة ٣/ ٥٤٨، والطبري ف تفسيره ١٢/ ١٤٣.
(٩) أخرجه عنه اللالكائي ٣/ ٥٤٩، والطبري في تفسيره ١٢/ ١٤٣.
ومعنى الآية على هذين القولين أن الله خلق الناس فريقان فريق مختلف وهم أهل الضلالة، وفريق لا يختلف وهم من رحم الله من أهل الهداية، ولذلك خلقهم يعني خلق فريق الاختلاف للاختلاف والضلالة، وفريق الرحمة للرحمة للاتفاق والهداية. وورد في معنى الآية أقوال أخرى وما تقدم عن ابن عباس ومالك أرجحها، وهو الذي رجحه ابن جرير والقرطبي وعزا ابن كثير إلى أبي عبيد الفراء أنه اختاره. والله أعلم. انظر: تفسير ابن جرير ١٢/ ١٤٤، تفسير القرطبي ٩/ ١١٥، تفسير ابن كثير ٢/ ٤٦٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>