للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فسجدوا لك؟ ن قال: نعم، قال: فما حملك على أن أخرجتنا ونفسك من الجنة، قال له آدم: من آنت؟، قال: أنا موسى، قال: أنت نبي بني إسرائيل الذي كلمك الله من وراء حجاب لم يجعل بينك وبينه رسولاً من خلقه قال: نعم، قال: فهل وجدت في كتاب الله أن ذلك كائن قبل أن أخلق، قال: نعم، قال: فلم تلومني في شيء سبق من الله فيه القضاء قبل أن أخلق، قال النبي صلى الله عليه وسلم: فحج آدم موسى" (١).

استدل القدري بما روي عن ابن عمر أنه قال: "القدرية مجوس هذه الأمة، قيل: منهم يا أبا عبد الرحمن؟ قال: الذين يعملون بالمعاصي ويزعمون أنها من الله".

والجواب: أن على هذا المستدل أن يثبت هذا بسند صحيح، ولم يذكره أحد من أصحاب الحديث. وعلى أنا نحمله على أنه أراد الذين يزعمون أن الله يجبرهم على المعاصي ولا حجة له علينا بذلك.

ثم نقول للذي ذكره أصحاب الحديث عن ابن عمر أن يحيى بن يعمر (٢) قال: قلت لابن عمر: إنا نسافر فنلقى قوماً يقولون لا قدر، قال: "إذا لقيت أولئك فأخبرهم أن ابن عمر منهم بريء وهم منه براء ثلاث مرات" (٣).


(١) أخرجه د. كتاب السنة (ب. القدر) ٢/ ٢٧٣، وأخرج البخاري من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - نحوه، كتاب القدر (ب. تحاج آدم موسى عند الله) ٨/ ١٠٧. م. كتاب القدر (ب. حجاج آدم وموسى عليهما السلام) ٤/ ٢٠٤٣.
(٢) يحيى بن يعمر أبو سليمان العدوان البصري قاضي مرو يكنى أبا عدي. قال الذهبي: كان من أوعية العلم وحملة الحجة، وكان ذا لسن وفصاحة أخذ ذلك عن أبي الأسود الدؤلي، توفي قبل التسعين من الهجرة. انظر: سير أعلام النبلاء ٤/ ٤٤، تقريب التهذيب ص ٣٨٠.
(٣) أخرجه م. كتاب الإيمان ١/ ٣٦ ومعه حديث جبريل وهو حديث الدين، وأخرجه حم. ١/ ٥٢، واللالكائي في السنة ٤/ ٦٧٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>