(٢) آل عمران آية (١٩١). (٣) ذكر الآجري - رحمه الله - رداً على القدرية غير ما ذكر هنا وهو أن الله قال: {مَا أَصَابَكَ} فدل على أن الله هو الذي فعل فيه هذا من خير أو شر ونص كلامه عزوجل: {مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ} الآية، أليس الله أصابه بها خيراً أو شراً؟ فاعقل يا جاهل، أليس قال الله تعالى: {نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ}، وقال عزوجل: {أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الأرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِهَا أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ} وقال عزوجل: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاّ فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} وهذا في القرآن كثير، ألا ترى أن الله عزوجل يخبرنا أن كل مصيبة تكون بالعباد من خير أو شر فالله عز وجل يصيبهم بها وقد كتب مصابهم في علم قد سبق وجرى به القلم. الشريعة ص ٢٤٧. (٤) لم يذكر أحد من المفسرين أن المراد هنا بالحسنة والسيئة أنها الطاعة والمعصية، والذي ذكره القرطبي من الأقوال تدور كلها حول النعمة التي ينعم الله به على الإنسان، أو البلية التي يبتليه الله بها فيكون على هذا المراد بالحسنة والسيئة في هذه الآية نحو المراد بها في قوله تعالى هن آل فرعون لما أصابهم الله بالحديث ونقص الثمرات {فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ} انظر: تفسير ابن كثير ١/ ٥٢٧، وذكره القرطبي بتوسع ٥/ ٢٨٦.