للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والجواب عن هذا أنه قد أضافها إلى نفسه بقوله تعالى: {قُل كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ} ولا يمكن حمل إضافتها إلى نفسه هاهنا إلا على خلقه لهما وإرادته لهما لا على الأمر منه بهما، لأنه لا يأمر بالسيئات بالإجماع.

ثم قال القدري بعد ذلك: وأما قوله: {فَمِنْ نَفْسِكَ} أي فمن ذنب أذنبته نفسك. وقد وافقت أيها المستدل أنه يوجد من النفوس ذنوباً لأجلها صار (١) يعاقب، وهذا تسليم منه، وقد أنطقه الله الذي أنطق كل شيء.

والجواب عن قوله هذا أن يقال له: لا ننكر أن الذنب يضاف إلى المذنب لكونه مكتسباً والله خالق لحركاته فيه ويعاقب ويثاب على اكتسابه فيه لا على خلق الله، ثم نقول له: وقد وافقت أيضاً أن الله أنطق المستدل الذي أنطق كل شيء وحقيقة الإنطاق هو خلق الله المنطق فيه (٢).


(١) هكذا في الأصل وفي - ح- (صار بها يعقب) والمعنى واضح إلا أن الجملة ركيكة.
(٢) (فيه) ليس في - ح-.

<<  <  ج: ص:  >  >>