للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١ - أن الله خلق للعباد قدرة وإرادة ومشيئة وفعلا، فبالقدرة يستطيعون القيام بالتكاليف المناطة بهم، وبالإرادة والمشيئة يصح توجيه الخطاب إليهم بالأوامر والنواهي.

وعلى الفعل يقع الجزاء على الخير خيرا وعلى الشر شرا، إلا أن يعفو الله جل وعلا فأثبت السلف رحمهم الله: أن الله له مع ما تقدم من تقديره السابق الحجة البالغة على خلقه بأن خلقهم على الهيئة الصالحة للتكليف والخلقة المناسبة لمخاطبتهم بالأوامر والنواهي (١) وقد دل على ذلك الأدلة. قال عزوجل: في إثبات القدرة للعبد: {أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} (٢) {الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى} (٣) {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً} (٤).

وفي إثبات المشيئة والإرادة للعبد قال عزوجل: {وَمَا تَشَاءُونَ إلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} (٥) {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ} (٦) {قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إلاَّ مَنْ شَاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً} (٧) {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ} (٨) {كَلاّ إِنَّهُ تَذْكِرَة فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ} (٩) {لَوْ شِئْتَ لاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً} (١٠).

وقال: {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْم} (١١) {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا} (١٢) {قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْن} (١٣) {وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ


(١) الفتاوى ٨/ ٣٩٣ - ٤٥٩، شرح الطحاوية ص ٤٨٨.
(٢) سورة البلد آية (٨، ٩، ١٠).
(٣) سورة الأعلى آية (٢).
(٤) سورة الروم آية (٥٤).
(٥) سورة الإنسان آية (٣٠).
(٦) سورة التكوير آية (٢٨).
(٧) سورة الفرقان آية (٥٧).
(٨) سورة المدثر آية (٣٧).
(٩) سورة المدثر آية (٥٤ - ٥٥).
(١٠) سورة الكهف آية (٧٧).
(١١) سورة الحج آية (٢٥).
(١٢) سورة هود آية (١٥).
(١٣) سورة القصص آية (٢٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>