للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْراً عَظِيماً} (١) {وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ} (٢).

إلى غير ذلك من الآيات المثبتة أن للعبد إرادة.

وقال عزوجل إثبات الفعل للعبد ومؤاخذته بفعله: {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ} (٣) {بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} (٤) {إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ} (٥) {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً} (٦) {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً} (٧) وفي إثبات القدرة والمشيئة والإرادة والفعل للعبد كما أنه ظاهر من الشرع فهو ظاهر من حال الإنسان، حيث يدرك ذلك تمام الإدراك من حاله وأحواله مع الأمور في الأخذ أو الترك والفعل أو عدمه والإرادة وعدمها، ومن أنكر ذلك فقد أنكر أظهر الأمور وأوضحها وأجلاها، فالسلف يثبتون هذه الأمور مع إثباتهم للقدر بمراتبه الأربع المتقدم ذكرها، فتكون قدرة العبد هي من إقدار الله عزوجل له، وإرادته ومشيئته تابعة لمشيئة الله وإرادته لا يخرج عنها، كما قال عزوجل: {وَمَا تَشَاءُونَ إلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ}.

وكذلك فعل العبد إنما وقع بإقدار الله له على هذا الفعل ومشيئته وخلقه جل وعلا لفعل العبد على ما تقدم بيانه في خلق الأعمال.

٢ - إرسال الرسل وإنزال الكتب والشرائع وترتيب الجزاء عليه.

يعتقد السلف أن الله عزوجل مع خلقه للعباد الإرادة والمشيئة والقدرة على الفعل أرسل إليهم الرسل مبشرين ومنذرين، فدعوا العباد إلى الله عزوجل ووضحوا وبينوا طريق النجاة والفلاح، وجاهدوا في الله حق


(١) سورة الأحزاب آية (٢٩).
(٢) سورة الروم آية (٣٩).
(٣) سورة المدثر آية (٣٨).
(٤) سورة الأعراف آية (٤٣).
(٥) سورة النحل آية (٩١).
(٦) سورة الطلاق آية (٢).
(٧) سورة النساء آية (٩٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>