للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وطوبى لألسنة تنطق بهذا" (١)، ذكره الغزالي في إحياء علوم الدين، وقد ذكره غيره من المصنفين.

وهذا يدل على فساد قول الأشعرية أن كلام الله الحقيقة (٢) ليس بسور (٣) وأنه لا ينطق بالحروف وأن الأجواف لا تحمله ولا تنطق به الألسن.

وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الرجل الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخراب" (٤).

وهذا يدل على أن القرآن محفوظ بدليل قوله تعالى: {بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْم} (٥).

ويدل على أنه مكتوب قوله تعالى: {بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ} (٦)،


(١) أخرجه اللالكائي في السنة ٢/ ٢٢٦، وابن أبي عاصم في السنة ١/ ٢٧٠، والبيهقي في الأسماء والصفات ص ٣٠١، وابن عدي في الكامل ١/ ٢١٩ كلهم من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -.
وفي إسناده إبراهيم بن مهاجر قال ابن عدي: "ولم أجد له أنكر من حديث "قرأ طه ويس"، لأنه لم يوه إلا إبراهيم بن مهاجر، ولا يروي بهذا الإسناد ولا يغير هذا الإسناد وهذا المتن إلا إبراهيم بن مهاجر وباقي أحاديثه صالحة". وقال ابن حبان في المجروحين: "هذا متن موضوع"، المجروحين ١٠/ ١٠٨، وأورده ابن الجوزي في الموضوعات ١/ ١١٠ وقال: حديث موضوع.
(٢) هكذا في النسختين والصواب أن يقال: (الحقيقي).
(٣) في الأصل (بسورة) وما أثبت كما هو في - ح-.
(٤) أخرجه ت. في كتاب فضائل القرآن (ب. منه) ٥/ ٧٧، دي. كتاب فضائل القرآن (ب. فضل من قرأ القرآن ٢/ ٤٢٩، حم. ١/ ٢٢٣، والحاكم في المستدرك، كتاب فضائل القرآن ١/ ٥٥٤ كلهم من حديث ابن عباس - رضي الله عنه - وصحح الحديث الترمذي والحاكم إلا أن في إسناده قابوس بن أبي ظبيان، قال عنه ابن حجر: "لين الحديث"، وكذلك قال الذهبي في التلخيص على المستدرك. انظر: التقريب ص ٢٧٧.
(٥) العنكبوت آية (٤٩).
(٦) البروج آية (٢١ - ٢٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>