للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بهماً (١) فيناديهم الله بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب: أنا الملك أنا الديان" (٢).

وروي عن ابن مسعود - رضي الله عنه - أنه قال: "إذا تكلم الله بالوحي سمع صوته أهل السماء فيخرون سجداً لله" (٣).

وحد الصوت عندنا: هو ما يتحقق سماعه، فكل ما يتحقق سماعه صوت، وما لا يتأتى سماعه فليس بصوت.

ويدل على ما قلناه ما روي: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله تعالى (٤) قرأ سورة طه ويس قبل أن يخلق الخلق بألفي عام، فلما سمعت الملائكة القرآن قالت طوبى لأمة ينزل عليهم، وطوبى لأجواف تحمل هذا،


(١) البهم: جمه بهيم وهو في الأصل الذي لم يخالط لونه سواد، ومراده هنا والله أعلم الذين ليس بهم شيء من عاهات وأعراض الدنيا. النهاية لابن الأثير ١/ ١٦٧.
(٢) هذا حديث عبد الله بن أنيس - رضي الله عنه -، أخرجه البخاري تعليقاً، كتاب التوحيد ٩/ ١١٣، وأخرجه مسنداً في خلق أفعال العباد ص ١٩٢ ضمن عقائد السلف، وأخرجه حم. ٣/ ٤٩٥، والحاكم ٣/ ٥٧٥، وقال: "حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه" ووافقه الذهبي، وابن أبي عاصم في السنة ١/ ٢٢٥. وقال الألباني في التعليق: "حديث صحيح".
(٣) أخرجه عبد الله بن الإمام أحمد في السنة ١/ ٢٨١ بسنده، وذكره البخاري تعليقاً، انظر: فتح الباري ١٣/ ٤٥٢، وذكره السجزي في كتابه الرد على من أنكر الحرف والصوت ص ٢٠٧ وقال: وما في رواته إلا إمام مقبول، وأخرجه باختلاف في اللفظ أبو داود مرفوعاً. انظر: مختصر السنن ٧/ ١٢٨، والبيهقي في الأسماء والصفات ص ٢٦٢ مرفوعاً وموقوفاً، وذكره الألباني في الأحادي الصحيحة، وقال عن المرفوع: "إنه على شرط الشيخين والموقوف أصح". انظر: الأحاديث الصحيحة ٣/ ٢٨٣.
ولهذه الرواية عن ابن مسعود شاهد صحيح من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعاً "إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائك بأجنحتها خضعاناً لقوله كأنه سلسلة على صفوان ينفذهم ذلك فإذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم، قالوا الحق وهو العلي الكبير" أخرجه خ. كتاب التوحيد (ب. ولا تنفع الشفاعة .. ) ٩/ ١١٣ - ١١٤.
(٤) قوله: "قال إن الله تعالى" ليست في الأصل وهي مثبتة في - ح-.

<<  <  ج: ص:  >  >>