(٢) المائدة آية (١١٦). (٣) ابتدأ المصنف - رحمه الله - يرد على الأشاعرة ودعواهم أن الكلام هو حديث النفس وأبو الحسن الأشعري بين يدي له ثلاثة كتب: اللمع، ورسالة إلى أهل الثغر، والإبانة، ولم يذكر في واحد منها الكلام النفسي، بل صرح أن كلام الله غير مخلوق، وأن القرآن غير مخلوق، لكنه لم يقل في واحد من هذه الكتب إن اله تكلم بحرف وصوت، بل أغفل هذه المسألة تماماً وتحاشى إيرادها والكلام عليها وكلامه في الإبانة أصرح من كلامه في غيرها، حيث صرح بالتكليم فقال: "وقد قال الله عزوجل {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيماً} والتكليم هو المشافهة بالكلام". الإبانة ص ٥٨. وقد نسب إليه القول بالكلام النفسي أبو نصر السجزي في الرد على من أنكر الحرف والصوت فقال: "وقال في غير ذلك من كتبه - يعني أبا الحسن الأشعري -: الكلام معنى قائم بنفس المتكلم كائناً من كان ليس بحرف ولا صوت"، الرد على من أنكر الحرف والصوت ص ٩٦، رسالة ما جستير. وعزا إليه نحوه الشهرستاني في نهاية الإقدام ص ٣٢٠، كما بين أبو نصر السجزي - رحمه الله - في كتابه هذا أن الكلابية والأشاعرة هم أول من قال بهذه المقالة في الكلام. انظر: ص ٩١ من الرد على من أنكر الحرف والصوت. أما أتباع أبي الحسن الأشعري فهذا ظاهر في كتبهم ومصرح به. انظر: التمهيد للباقلاني ص ٢٨٣، والاقتصاد في الاعتقاد للغزالي ص ٧٥، الإرشاد للجويني ص ١٠٩، وغاية المرام في علم الكلام للآمدي ص ٩٧. (٤) هكذا في النسختين ولعل فيها سقطاً وصوابه (أهذا كلام أم ليس كلاماً).