للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقطع الصلاة لأن كل متكلم في صلاته قاطع لها، ولو قال رجل: والله لا تكلمت اليوم بشيء وقرأ القرآن لم يحنث" (١).

وروي أن رجلاً سأل محمد بن إسماعيل البخاري فقال: يا أبا عبد الله ما تقول في القرآن؟، فقال: "القرآن كلام الله غير مخلوق فقال: إن الناس يزعمون أنك تقول ليس في المصحف قرآن ولا في صدور الناس، فقال: "أستغفر الله أن يشهد علي بما لم يسمع مني أني أقول كما قال الله تعالى: {وَالطُّورِ وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ} أقول في المصاحف قرآن، وفي صدور الناس (٢) قرآن، فمن قال: غير هذا فيستتاب فإن تاب وإلا فسبيله سبيل الكفر" (٣).

وروي عن محمد بن جرير أنه قال: "القرآن كلام الله غير مخلوق كيف كتب وتلي وفي أي موضع وجد في اللوح المحفوظ أو في ألواح صبيان الكتاتيب مرسوماً بحجر أو في رق أو في (٤) القلب حفظ، فمن قال غير هذا أو ادعى أن قرآناً في الأرض أو في السماء غير الذي نتلوه بألسنتنا ونكتبه في مصاحفنا أو اعتقد ذلك بقلبه فهو بالله كافر حلال الدم برئ من الله والله برئ منه قال الله تعالى: {بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ}، وقال: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ} فأخبر سبحانه أنه في اللوح المحفوظ وأنه مسموع من لسان محمد صلى الله عليه وسلم وهو قرآن واحد" (٥).

فهؤلاء الأئمة نقلة الأخبار والاثار، الذين شهروا بالعلم والفضل، ولو تتبعت ذكر من قال بهذا أو صرح بكفر من قال بخلق القرآن وبكفر من


(١) أخرجه اللالكائي في السنة ٢/ ٣٥٧ وفي كلامه تقديم وتأخير.
(٢) في - ح- (الرجال).
(٣) أخرجه اللالكائي في السنة ٢/ ٣٥٨، والخطيب في تاريخ بغداد ٢/ ٣٢.
(٤) (أو) ليست في الأصل وهي في - ح-.
(٥) أخرجه اللالكائي في السنة ٢/ ٣٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>